27

64 2 0
                                    

بمنتصفِ الليل طلبني بسيارته , فتحتُ باب السيارة الأمامي و جلستُ بجواره
نظرتُ لهُ وبتساؤل : هاه جيتك يا أخوي وش تبي فيني ولا بعد في سيارتك ما هو بداخل البيت
كان ينظرُ للأمام ويده فوق الدركسون وجههُ مكفهر يكهنُ باللاخير : الموضوع كبير يا ناجي أنا اخطيت و أبيك اليوم تساعدني
عقدتُ حاجبي و أنا أمعنُ النظر بهِ بينما هو لازال ينظرُ للأمام : خير يا أخوي آمر و أكيد بساعدك يا معن
أغمض عينيه مطولاً قائلاً بصوتٍ خافت : أنا دخلت على وحدة بالحرام وهي حامل مني الحين
نظر لي و انعكست الأدوار أصبحتُ أنا أنظرُ للأمام أنظرُ بشرود و أنا لا أفهم لا أفهم ما يهذي بهِ
بينما هو أردف : ايه يا ناجي أخوك غلط غلطة كبيرة و هالحين خايف هالطفل يبقى حمل عليه و جايك حتى تجهضه و تستر عليه
البنت تحت أهلها و لا تقدر تسافر للخارج و تجهضه أبيك تساعدني يا أخوي ما لي غيرك .
حركتُ رأسي بالرفض يمنةً فيسرة و بلا تصديق : مستحيل مستحيل إنت يا معن لحمي و دمي تسوي كذا إنت ولد الحسب والنسب و الأخلاق إنت الي بعمر
الثلاثين تسوي ياخي استحي على دمك ايش خليت للمراهقين و بكل قوة عين جاي تفضح نفسك عندي و تقول ساعدني يا أخوي لا والله ما أكون رجال ولد رجال
إن ساعدتك تخسي يا معن .
مددتُ يدي و أمسكتُ بيده وهو يهم بالنزول من السيارة : انتظر يا ناجي و اسمعني من لي غيرك بعد الله يا ناجي , إن ما سترت الموضوع و تمت العملية بالخارج
اخاف هي تفضحني أخاف الصحافة يوصلها الخبر و نصير على كل لسان نخسر سمعتنا و مكانتنا .
نظر لي بإشمئزاز نظرة تمنيتُ ان أقتلعها من عينيه نظرة لم أتوقع ولو لمرة بحياتي أن شخصًا ما سينظرُ إليّ بها : وينك يوم تدخل عليها بالحرام ما فكرت بربك بدينك بنبيك
بيوم الحساب بحسبك و نسبك و سمعتك و مكانتك أنا للحين مو مصدق الي تقوله يا معن والله بخاطري يطلع حلم يطلع مزحة و مقلب سخيف منك
يطلع أي شي إلا إنه يكون حقيقة أنا ادري إنك إنت و بنت عمتي ناقر و نقير و عمركم ما اتفقتوا لكن ما توصل فيك للزنا هذا مو مبرر للزنا
الشرع محلل أربعة وقدامك الطلاق إن كان أبوي مو موافق فهذا حقك بالدين وهاذي مصلحتك بدل ما تحط نفسك بالحرام بالموبقات السبع
أنا ما عاد لي كلام معك من هاليوم لا إنت أخوي و لا أنا أخوك و غلطك اتحمله بالكامل تستاهل أكثر من كذا .
و أعطاني ظهره ثم أعاد فشعرتُ بصيص أملٍ يدخلنُي إلا أنه فآجئني ببصقهِ في وجهي !



***

خلال الأسبوعان الماضيان , تجددت أمورٌ كثيرة بحياتنا و الحمدلله أنها للأفضل
جاء اتصال لمركز الشرطة من فاعل خير يقول أنه يعرف موقع الرجل الذي يبتر أيادي الأطفال عند أسواقِ توب تن و تاج توج
و أن هذا الرجل لو تواصل قسم الشرطةِ معاه لعرفوا ايضًا بعض مروجي المخدرات حيث أنه على علاقة بهم
كل هذا حدث و أنا حبيسُ السجنِ ظلمًا و جور إلا أن صديقي الملازم أحمد ما هان على قلبهِ أن يخفيّ عليّ ما سيفرحنُي و كيف لا
و هذا ما سيجعلُ أغيد سعيدًا لـكن المفآجأة العظيمة أني كنتُ أحترمُ هذا الرجل
أني من قبيلته , لا و الأدهى من ذلك أنني بعد تغربي عن القبيلة عدتُ لها و سألتُه يا عمي حمدان هل تعلم شيئًا عن سمحي و أجاب بالنفي
كم كانت الحقيقة قاسية , قاسيٍ أن يكون رجلاً تربيتُ بين عينيه و أعتبرتُه عمي بدلاً من الجيرة القديمة و في الآخر يظهرُ لي أنه المجرم
الذي أبحثُ عنهُ من مدةٍ طويلة
يالله يا أيها الكاسر بكل يومٍ أؤمنُ أنه ليس من اسمي نصيب بأفعالي
فلم أكسر ليوم واحد بل كُسُرتُ لسنين طويلة
كسرتُ حينما أدمنت هوازن زوجتي تحت مرأى عيناي و لم أعرف
كُسرتُ حينما قيدتُها بالأغلالِ بدلاً من تقيدي للمجرم
و كسرتُ حينما دخل أخي ركاض لسجن
و كسرتي الكُبرى هي دخولي أنا للسجن دون القبضِ على المجرمين
لك الحمدُ يالله حتى يبلغ الحمدُ منتهاه
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته
أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
الحمدلله على كلِ حال .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن