8

135 2 0
                                    

بملل : يلا يا هوازن ما صارت تراها الساعة احدعشر , خذي الملابس الي اختارتها لك عُزوف .
بحياء و غير رضى و هي تمرر اصابعها على الأردية المعلقة امامها : بس احس ما يليق علي و بعدين انا كبيرة و هاذي ملابس حق البنات .
كنتُ سأرد إلا أن عُزوف قد قطعت علي و هي تقول بمحاولة لإقناعها : هوازن حبيبتي انتِ لسى في بداية الثلاثين ليش معقدة و مكبرة نفسك
والله حلو و ساتر مثل ما تبين و الي مو ساتر بنوديه عند الخياط ما هي مشكلة .
بتردد و أنظارها مشتتة ما بين رداءٍ و آخر : بـس
بصوت واحد انا و عُزوف : بتاخذيه
أخذت عُزوف الرداء إلى مكان المحاسبة
مشيتُ خلفها و من خلفنا هوازن تتحلطم
ذوقها قديم للغاية
إن الكاسر رجل عالي الخلق لم يلتفت إلى الجمال و لا الأناقة إنما أحبها لحسن خُلِقها
أحبها لمحافظتها على دينها
ليس مثلك يا معن يا من تمعن النظر بالمفاتن دون غيرها
لم تحبني يومًا لشخصي بل أُعجبت بجمالي
و هذا ما يشب النيران بداخلي
نيران الحرقة و القهر
لا تستحق حُبي يا معن لا تستحقه .

*

*

خرجنا من المحل بعدما إشترت عُزوف ما تريد لي
انا على ثقةٍ تامة بذوقها الرفيع لكن لا استطيع ارتداء هذه الأردية لا أراها مناسبة لعمري
لكن التجربة لن تكون لي خسارة اذا لم تكن ربحًا
حال خروجنا رأيتُ إمرأة ترتدي عباءة تشبه رداء الراهبات النصرانيات التي تُلبس على الرأس ولها قُبعة " صفطة " من الخلف مثل عباءة القسيس النصراني " البابا "
له حبل يتلف حول الخصر موضوع للربط على جسم الفتاة بما يسمى عند الراهبات الزنار
لها وشاح يماثل العباءة بنقوشها نقوش تلفت الإنتباه إضافة إلى اننا لا نفهم معاني هذه الرموز
تقدمتُ الخطوات بإتجاهها و بهدوء : لو سمحتي
لم تلتفت يبدو انها لم تسمع هتفتُ تارةً أخرى : اختي لو سمحتي
إلتفتت بإتجاهي نظرت إلي بإزدراء من أعلاي لأسفلي تمسحني بتقييم فلم أعجبها
بهدوء : اختي لو سمحتي عبايتك هاذي تشبه لبس الراهبات بالكنيسة و
قاطعتني بحدة : مالك صلاح سامعة قال ايش قال تشبه لبس الراهبات اقول امشي من طريقك يالنفسية
مشت من أمامي , لكني لم اهتم لتجاهلها و جلافة ردها على نصحي الذي لم يبدأ بعد
إقتربتُ منها تارةً أخرى و انا اتحدث من خلفها : الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
اختي ما سمعتِ المنصر الي وقف بمجمع لهم بالدول الغربية و قال : تظنون أننا لم نفعل شيئا في جزيرة العرب ولم نحقق نجاحاً ؟؟
ثم صمت قليلاً وقال : نعم ، نحن لم نستطع أن نُدخلَ رجالهم في النصرانية ،
ولكننا نجحنا في أن نُلبس نسائَهم لباس راهبات الكنيسة !
إلتفت بإتجاهي و بصوتٍ عالي لا مبالي : اقول بس امشي من طريقك و سيبيني انا ألبس الي ابيه و اسوي الي ابيه و انتِ مالك صلاح .
مشت من أمامي مبتعدة عني
لم أمشي و أنصحها كرةً أخرى فأنا قد فعلتُ ما يجب علي فعله نحن مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأول باليد و لكن يصعب علي خلع عباءتها بمكانٍ عام
ثانيهم باللسان و قد فعلت
ثالثهم بالقلب و كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا اضعف الإيمان
إذًا فعلتُ واجبًا كان علي فعله و ان لم تقبل بنصحي فأنا فعلتُ ما يجب
غير هذا قد يظن البعض ان هذه الفئة لم تهتم بما سمعت من نصح و ذلك لقسوة لسانهم بالرد
لكن لا تعلم بما يحتويه القلب فلربما نصحي هذا يجلعها تعيد التفكير في منزلها
نحن البشر مفطورون على الخير و على توحيد الله
و اما اسلامنا فقد أخذناه من بيئة تربينا بها
فأحببنا إسلامنا
لكن بيئة عن بيئة تختلف فمنهم المتشددين الذين وقعوا بالبدع ومنهم المتمسكين بالتوسط وهم الأصح و آخرهم المفرطون بالدين وهم اضعفهم .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن