16

73 1 0
                                    

مُلاحظة من الكاتبة:
روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية
******

بتمام الساعة الواحدة ظهرًا أجلسُ بالصالة و أفكاري تعصفُ بقوة أقوى من أي عاصفةٍ كانت و صارت , لا أدري ما سبب انزعاجهم مني , قد أغفر لأبناء عبدالقوي و زوجته العتيقة ساجدة سخطهم
أما بنات أُخت عبدالقوي فلا اغفرلهن , فهن صحيحٌ انهن لا يجلسن معي كثيرًا ولكنهم في حقيقة الأمر
هن لا يجلسن مع بعضهن بالأصل ليجلسن معي ولكنهم ان جلسن معي احترموني ولا يعاملوني و كأني الأقلُ منهم مكانة و منزلة
و منذُ اعتراف عبدالقوي بالزيجة اصبحن يمشين و لا يلقين التحية حتى ! , و أمي صائمة اصبحت قاسية لا تنظر لي بتاتًا أنا اعلم بأنها بقرارة نفسها
لازالت تُحبني فقلب الأم يصعبُ و يشتدُ عليه ان يبغض ابناءه و لكن معاملتها لي صلبة يا بسة كالأرض بلا نبات و شتاءٍ قارسٍ بلا دفىء
أشعرُ بالوحدة تحفني من كل الجهات شمالها جنوبها و شرقها و حتى غربها
لم يعد بحوزتي إلا عبدالقوي العاجز الذي سيرحلُ في يومٍ ما لهرمه إلى اجداثه حينها من سيبقى لي
أبي ظانع الذي لا يطمع إلا بالمال ! , هه سيقتُلني ويأخذ المال مني ليتُركني بالأجداث بجانب دردبيسي عبدالقوي
ولماذا اعطيهِ المال فليذهب إلى الضريح قبل ان يضعني بجوفه , كلهم لا يهتمون إلا بمصلحةِ انفسهم
لم يقل ابنتي كيف لي ان أزوجها بالهرمِ عبدالقوي بل هو من عرضني عليه بفستانٍ مطلي بالدماءِ النازفة و عينان أصابها السهد و العناء فبكت دموعًا جاريةٌ جارفة
أم ركاض الذي وعدني بالزواج فخان عهد الثقة بغيابهِ خمسةُ أعوام على أرضِ ستة أكتوبر يلحقها بالسنةِ السادسة
أم عبدالقوي الذي ما أحبني إلا لجمالي الذي حلف إبنه ركاض في أحد الأيام انه لو جال الأرض بكل أقطابها ما وجد جمالاً يُضائلُني و باع زوجته و ابناءه بكل بساطة
كلهم لا يستحقون الثقة كل الرجال خونة قريبك أم بعيدك
إجلسي يا مارسة اهدئي لا تذهبي إليهِ , سيضحكُ عليك ِ و يصفكِ بالسذاجة و يُوقن انكِ لازلتِ تحبيهِ حتى في يومٍ هو حُرم عليك زوجًا مؤبدًا لن يكون لكِ في يومٍ ما بعدما إخترتِ أباه زوجًا لك ِ
لكن قلبي لا يقوى لقد رأيتُ الطبيب يدخل لحجرته بعدما طلبه , فعائلة عبدالقوي تطلب الأطباء إلى حيثُ المنزل ولا تذهب إليهم إلا لشدة
و لم يمشي وراء الطبيب الذي سيغادر القصر إلا أقدامي مسيرةً لا مخيرة فهذا نداءُ قلبي و معصيةُ شوقي و شغفي و خوفي عليه
و خرج صوتي خافتًا مكتومًا من ثقبِ إبرةٍ حادة قاتلة تسفك الدماء بلا مراعاةٍ للمشاعرِ الإنسانية والديانة السماوية
ناسية بل متناسية انني خائفة عليهِ كحبيبٍ لي لا كإبن زوجي : دكتـ...ور
إستدار الطبيب بإتجاهي و عيناه بالأرض إحترامًا لأهل المنزل فقد اعتاد استدعاءنا له لا سيما مع مرض القلب الذي يُهلك ساجدة ضرتي , وقال لي و كأنه يعلم بسؤالي قبل أن انطق به ِ : ركاض الحمدلله بخير
سخونة بسيطة و بيخف إن شاء الله لا تقلقوا عليه ما فيه إلا العافية و بلغي الأستاذ عبدالقوي لو سمحتي بهذا الكلام .
يبدو انه يعلم بزيجتي من عبدالقوي و لذلك توقع سؤالي عن ركاض كإبن زوجي و لا تدري أني أسألك مُولعةً بالخوفِ عليهِ من أي مكروهٍ قد يصيبه
تنفستُ بعمق و بشيءٍ من الهدوء الذي يغلف أكوام هلعي : ان شاء الله اقوله , بس ركاض نايم ولا صاحي عشان اقول للشغالة تعطيه شوربة .
: قال انه يبغى ينام فأرسلي الشوربة بعدين يكون احسن ومعافى ان شاء الله .
حركتُ رأسي بالموافقة بالرغم من أنه لا ينظر إلي
أغلقتُ باب القصر و خلعتُ نقابي وعباءتي سأقابلك بردائي من اليوم فصاعدًا حلال عليك ان تنظر إلي و لكن لازال قلبي ليومهِ هذا لا ينبض إلا بالحرام
و يتعثر بعذاب الحُب و يتجرع علقمه , يشتدُ بهِ الجوى لأن خُطى الحُب بُنيت على حرام و ما بُني على حرامٍ هدم قبل أن يكتمل و احتمال إكتماله اشبه بالمستحيل
و ان إكتمل فالحسابُ عند الرحمن جل جلاله , الحُب الصحيح لا يُولد إلا بعد الزواج وفقط هذا ما علمتني إياه حياتي التعيسة و قدري النزق
إلى المصعد فالطابق المقصود فحجرتُه التي تشابه مشرحة الأموات
فتحتُ الباب ودخلت و أغلقته من خلفي , البرودة معتدلة إلا أن أطرافي ترتعد لشدة برودتها و احشائي تحترق لشدة حرارتها و لا يفهم شعوري هذا إلا من احب من دواخل قلبهِ
و الكون كله يتجمد كقطبٍ شمالي و جنوبي ليبقى من العالم كله هو نائمٌ على سريرهِ هادىءٌ
و كأنه لم يقترف أي ذنبٍ بحقي , كقطٍ أليف , وكلبٍ وفي
لكنه حالما يستيقظ ثعلبٌ ماكر و جرذٌ جبان عوامل التعرية تغير كل ماهيته بعدما ترى عيناه الحياة من بعدِ الموتةِ القصيرة
إقتربتُ منه بهدوء و قلبي يكادُ يوقظه لهول قرعهِ
وأصبحتُ أقف بجانبهِ , وضعتُ يدي بكل تردد على جبينه لأطمئن عليهِ
و توسعت عيناي و أصابني برقٌ من أعالي السماء يهزني و يفقدني الحياة بيدهِ التي طوقت يدي
و بصوتهِ المبحوح و عيناه التي لازالت مغمضة : كنت عارف انه قلبك لازال ينبض بحبي و ما اسمح لهالقلب يخون أبوي بي .
إقتتُ لعابي , و قلبي كحصانٍ بري بلا عنان و لا لجام يخفقُ بشدة و يؤلمني لقوة ضرباته
أبعد يدي عن جبينه و فتح عيناه دون أن ينظر إلي , و من ثم إعتدل على السرير جالسًا و أنا لا حول لي و لا قوة
أقدامي تخشبت بالأرض فلا هي ترشدني بعيدةً عنه و لا خارج نطاق حجرته
تدلت اقدامه على الأرض و نشب أصابعه ببعض وعيناه مثبتة على اقدماهِ , و بتساؤل : ليش ابوي من بين كل رجال العالم صار زوج لك ؟ هذا السؤال ما بتخرجي من غرفتي الا انتِ مجاوبة عليه فاهمة يا مارسة
كالماضي تمامًا يأمر ومارسة الخادمة الحمقاء تلبي كل أوامره صغيرها و كبيرها بلا أي إعتراضٍ و امتعاض
قبضتُ على يدي بقوة و نظرتُ إليه بقوةٍ أكبر و بصوتٍ حاولتُ التحكم بتردداته لئلا يبزغ التوتر بين موجاته : ماني ملزومة اجاوب على شي و غرفتك بخرج منها برضاي مثل ما دخلتها برضاي و انت ما تقدر تفرض كلامك علي
لا تحسبني مارسة القديمة الي اي شي تقوله لها تلبيه لا انسى ذيك الهبلة صفحة و انطوت و ما عاد تنفتح ابد
الحين انا زوجة ابوك و من الأدب انك تحترمني .
تردد صدى صفقاتِه بالحجرة مع ضحكاتِ السخرية اللاذعة
بينما عيناي تشبثت بهِ بحيرة لما يضحك من المفترض انهُ مكسورٌ جريح
صلب طوله ليُصبح امامي تمامًا , مد سبابته إلى موضعي الأيسر و بنبرةٍ مكتنزة بالإستهزاء : طبعًا انطوت لانه هذا صار اسود قاسي متبلد وميت
في بداية الأمر تراجعتُ خطوة للوراء بخوف اعرف ركاض اكثر من أي شيءٍ آخر و أجزم أنه متهورٌ طائش قد يقع بما لا تحمد عقباه معي
و لكني حالما سمعتُ ما قاله عادت أقدامي للتصلب , لا يُعقل كل ما يجري من المفترض ان السخرية التي تمكثُ بوجهه تكون بملامحي لأرمقهُ بها
أبعد اصباعه و مشى مبتعدًا عني , واعطاني ظهره : نزلتِ من عيني يا مارسة , تصدقي مو مقهور ابد بالعكس انا فرحان لأني عشت لهاليوم و عرفت انتِ لأي درجة حقودة و قذرة
والله ما يحسسني بالحسرة الا السنين الي كنت اتمناكِ فيها زوجة لي و ش كثر ابوي مخدوع فيكِ كثر ما كنت انا مخدوع فيكِ
كلامي هذا حطيه بعيونك و احفظيه بقلبك اياني واياكِ تجلسين مع ابوي وتفكرين فيني الحين صار لك حياتك معاه وانا صرت حرام مؤبد
و هذا يعني تفكيرك فيني حرااام فاهمة و انا ما يشرفني وحدة مثلك تفكر فيني و لا اسمحلك تخونين ابوي فيني
و سؤال و بتجاوبي عليه انتِ ليش تزوجتي ابوي ؟ و ابوي ليش بالرغم من كرهه للحريم تزوجكِ ؟ و وش الي خلاكِ تقبلينه زوج لك و بينكم كل هالفارق في العمر ؟
بغضبٍ جامح , و قهرٍ حارق , و حرقةٍ مشتعلة : و انا قلت لك ماني مجبورة اجاوب على اسئلتك تزوجته وانتهى الموضوع وانا عاجبته وهو راضي فيني انت وش حارقك .
إستدار ليصير وجهه مقابل وجهي بعدما كان يعطيني ظهره , ببرودٍ ولا مبالآة : خلاص ما تبغي تجاوبي اخرجي من غرفتي بــس
أردف بإسلوبٍ مستفزٍ للغاية : يمكن اصارخ و اقول انا تعبان و توه الدكتور خارج من عندي و مارسة داخلة لغرفتي تغريني و اشوه صورتك قدام ابوي
عادي ترى اذا كيدكن عظيم فأنا كيدي كيد الشيطان ماهو بإنسان اظنك تعرفيني زين يا زوجة ابوي المصونة .
طوقت ذراعي اليمنى بيدي اليسرى و غرستُ اظافري الطويلة المطلية ببشرتي من أعلى نزولاً لأسفل حتى إرتمست شروخًا حمراءُ بها كالماضي عندما كنتُ
إبنة ثمانِ سنين حالما يُزعجني ناجي او معن ألجأُ إلى الأماكن الضيقة بالمنزل أختبىءُ بها و أبكي و لا أخرج من بهو المكان إلى و يدي تطلب الرحمة
فيأتي ركاض ليُقبل ذراعي بحنان مارًا بثغره على كل بقعةٍ حمراء لتصير بلون بشرتي و تضمحل الحُمرة و كأنها لم تكن , أنسى كل جروحي و كأن شيئًا لم يحدث وقع تأثيرك علي كبير بذاك العُمر الصيفي و إلى عُمري الربيع لكن الفرق أنك اصبحت الجارح بعدما كنتُ ضُماد الجروح
ضحك بصخب و كأنه أحس بما يجول في دماغي و ما يحومُ بحقولِ ذكرياتي , و جلس على السرير ليقول : تفكري اني بقرب وابوس يدينك لا انسي هذا كله انطوى ولا كأنه صار ركاض شيليه من عقلك يا زوجة ابوي و من بكرة او بعده وانا برجع لستة اكتوبر
عشان تراجعي نفسك و المدة الي اغيب فيها تكون كفيلة تنسيكِ اي ذكرى سحيقة بحياتنا ويوم ارجع اول شي بسويه اني بكون أسرة و العروسة إما بإختياري او اختيار امي
و كل واحد يكمل حياته مثل ما هو مكتوب له .
نظرتُ إليه بنظرةٍ ثاقبة محوتُ بها مارسة ذات القلبِ الطيب , محوتُ بها كل ما كان و صار لتتجسد مارسة أخرى بعيدة جذريًا عن تلك الحمقاء التي دهس بها و عليها ركاض اللئيم المخادع
ذو الأربع و الأربعون وجهًا و بقوةٍ وصرامة : تصدق عاد تضحكني لما تتكلم بنبرة المظلوم , نسيت كذبك علي وتمثيلك دور العاشق المتيم الي ما يليق فيك
نسيت وش كنت تناديني يا جاهلة , و لا نسيت تأمرك و تحكمك فيني كأني أمه و عبده لك و انا ماني عبده إلا لربي وبس , حجابي و تتحكم فيه مع صغر عمري و عندك انت الوحيد تخليني اكشف
لو فيه في قلبك حُب ولا ذرة حُب كان خليتني اغطي عنك و غضيت بصرك لكن لا بالعكس تخليني اجلس فوق سريرك قريب من قلبك , و الي يضحك توهمني بالحُب و اصدقك بكل براءة الدنيا
و اشوف الشغالة بعيوني و محد يقدر يكذب زوج عيوني اشوفها تخرج من غرفتك شبه عريانة و تجي وتضحك علي بخاتم حبسته بأصابعي و وعدتني بيوم انك بتجي و تتزوجني
و سامحتك لاني اصلاً مازعلت منك لكن الصدمة كانت كفيلة انها تنزل دموعي , وانتظرتك يا ركاض انتظرتك خمس سنين وذي السادسة على امل تجي لهنا او تتصل فيني
والخاتم ما نزل من أُصباعي إلا لوضوء او تنظيف ...
فإذا بهِ يُقاطعني قائلاً بسخرية : واضح الإنتظار تبارك الرحمن ارجع واحصلك بحضن ابوي لو كنتِ بالفعل تكنين لي مشاعر بقلبك ما كان هان لقلبك تخونيني بأبوي فاهمة وش معنى ابوي , انتِ فاهمة وش كبر الجرح الي سويتيه
بيدك حطمتِ كل شي قبل ما ينبني اصلاً و ما خليتي إلا صورة قديمة موحشة بالحرام .
حركتُ رأسي بالرفض يُمنة و يُسرى بكل جنون بكل تكذيب بكل غضب وكل الكل ركاض النزق : كفاية كذب كفايتك خداع لين متى وانت بمليون و مليون قناع , تبي تقنعني انك كنت راجع تتزوجني وانا بأُذني اسمع على جوال أخوك
بنت تناديك " روكي " و قمت سكتها عشان ما تنكشف على حقيقتك قدام اخوك لو كنت تحبني ما كان خليت هالبنت جنبك ما كنت خنتني كان صنت حُبنا مثل ما أنا صنته و حفظته بكل صبر و رجاء لكني ما قدرت اكمل صبر
لأنه نفذ يا ركاض , جرحتني كثير بكيتني ليالي وسهرتني سنين و جاي اليوم تنكر حُبك الي حملته بقلبي من يوم عرفت انطق جزء من اسمك " رك "
ايه من هاليوم وانا احبك حُب بريء و كبر الحب و كبر لكنه ما اكتمل مثل البدر , انت الي عمرك ما حبيتني الي يحب ما يخون ولا يذل و لا يكذب ولا يغدر لكنك خنت ذليت و كذبت و غدرت وما اكتفيت اليوم جاي تقول اني كذابة مثلك
لا تشبهني فيك عمرها مارسة ما تصير ركاض .
إستلقى على السرير ورفع رأسه للسقف إلى أعلى حدٍ ممكن و يداه تحت رقبتِه و بصوتٍ هادىء عكس ضجة المشاعر , وصخب الذكريات , و جمهرةِ شياطين الماضي : طبعًا عمره ركاض ما يصير مارسة
لأنه ركاض عشق مارسة للجنون ما كان ينام ليلة إلا ويقول لنفسه أصغر معصية لك لازم تصير حلالك لكن يا ركاض بعد ما يطهر قلبك إلي تأكسد بمتعة الدنيا و صار عفن
لأنه وحدة مثل مارسة الطيبة ما تستحق تعيش مع واحد شنيع مثلك , ركاض كان اصغر ذنوبه مارسة كان يناظر ما حرم الله و يزني و يُحث على الطرق المسودة و المسدودة
ركاض كان شيطان لكنه عند ذنبه الأصغر حاول يرجع انسي فما كان منه إلا يأمرها تخلع حجابها قدامه مع انه يسوي الأكثر لكنه مسك نفسه وصبرها عند مسك الدنيا و ريحانها
كان يغار عليها بجنون بالرغم من انها طفلة ما ظهرت فيها علامات الأنوثة و خلاها تغطي غصب عنها عن كل رجال , ركاض رجال عيونه طويلة و دايم الإنسان بصفاته يشوف الناس
و كلن يرى الناس بعين طبعه هذا كان ثاني سبب عشان يخليها تتغطى عن كل عين متجردة من الحياء , ركاض صحيح خان لكنه قبل يخون اصغر ذنب خان خالقه
واتبع شيطان ماجن لهي بالدنيا و ما نسي اصغر ذنب لأنها كانت بمحجر عيونه يخونها ويتخيل الجسد مارسة لكنه ينفض راسه وهو يطرد هالخيال لانه مارسة ماهي عاهرة ماهي بنت ليل
مارسة ملكة بعرش الحياء , وجاته ملكته بقميص اصفر كانت شمس و الأشعة بياضها يا صلاة على النبي كانت ربيع تمشي خطوة و تزهر الدنيا حولها
نبض قلب ركاض بكل جنون بكل تمرد لكن مو بكل حُب الحُب كان ينطق ذنبك الأصغر لا تلوثه و تشوهه و تخليه خردة بوسط كومة الركام , ذنبك الأصغر لا تمحي عذريته
هو طُهر ما هو بداء بلا دوا , وبكل قوة و مكابدة طرد الملكة من عرش غرفته لكنها بقيت بعرش قلب ملكها , ركاض وعد نفسه انه بيتزوج مارسة مع انه عارف انه امه مستحيل ترضى بهالزيجة
كان بيحارب الدنيا كلها بكل سيوفه و رماحه جيوشه و دروعه وخيوله لكن طعنت السيوف احشاء الجنود و غرست الرماح حوافها بالخيول و طاحت الدروع وانتهت المعركة قبل ما تنضرم
وتناثرت احجار الشطرنج بدون نصر الملكين , عرفتِ ليش مستحيل مارسة تصير ركاض ؟
وسُكب دمعي يشقُ طريقهُ بوجنتي و حُمرة دمي طغت على أنحاءِ وجهي , و بوهن : وش كان بيصير يعني لا تزوجتك تبقى تخوني , الزوجة ما ترضى زوجها يتزوج عليها فكيف ترضى فيه يخونها
و كيف لو كان مستحوذ على قلبها و مالك عقلها و مستولي على روحها ؟! , ركاض لا تحط اللوم فيني لأنه هالنظرة ما تليق ترمقني فيها لأني احسن منك مهما انكرت هالشي .
نظر إلي بنصف عينه دون يلتفت فرأسه مازال مرفوعًا لأعلى بكل كبرياء , بكل سُلطة بكل طغيان كالماضي لم يتخلف ولا مقدار ذرة , قائلاً : بهاللحظة آمنت بأنه مادح نفسه بالفعل كذاب
بعدد اطنان جروحي لك جرحك كان يغلبهم , اتمنى يا زوجة ابوي تلاقين مارسة و لا تظلمين ابوي فيكِ , راجعي نفسك و بتلاقيها و تعرفي اننا اثنينا غلطنا
وهذا عقاب الغلط تدري ليش لأنه المفروض ما انظر لك ذيك النظرة الشهوانية و لا أمسكك و يرجف جسمي رغبة فيكِ و لا احلل جلوسك قدامي بلا حجاب
لأنه المفروض اول ما احس بالخطر اعقد عليكِ واحارب الدنيا من بدري لكن للأسف كنتِ اصغر معصية و ما كان قلبي وقتها شايفك خطأ عشان يصححك
هذا هو الحرام يا مارسة و عمر الحرام ما اكتمل , وعدت نفسي وعد قاطع اني ما بتزوجك إلا و أنا تايب وراجع لربي وديني و مستحيل وقتها اخونك لو بنات الدنيا كلها قدامي بلا ستر
وهذا هو المكتوب و عليكِ الرضا فيه عشان تقدري تكملي باقي المقسوم بسعادة , عرفت إجابة السؤال يا مارسة دون الإجابة تزوجتي ابوي حتى تشوفي الإنكسار بعيونك
و لأنك غلطانة تضاعف الإنكسار بعيونك لأني اعطيتك جزء من إنكساري الي كنت اخفيه عن العالم كله و ما بقى بمحجر عيوني إلا الكبرياء , فعلتك سبب هدايتي
اشكرك يا مارسة و اقولك اني نسيتك و لا كأنك كنتِ وما بيظل بعقلي فكرة عنك إلا إنك سبب هدايتي , صوني ابوي و انسي ركاض و ارضي بالمكتوب
كوني ضرة حنونة وطيبة وخلي قلبك كبير لا تقتليه ازود من كذا حتى لا ينقتل قلب أمي .
مد يده إلى ضوء الأبجورة ليطفئه وإنقلب على جانبه الآخر يعطني ظهره و بهمس : بنام .



حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن