3

202 3 0
                                    

أوليس النسيان

أواه ياقلباً جثى للماضي تحسراً
أواه يا عقلاً على أسياخ الحاضر متقلباً
أواه يا عيناً إمتدت للمستقبل طالباً
ندمان أنا حقاً
و أسعى للنسيان

النسيان وفقط

خمسة حروف تكللت بها معانٍ عدة
بالنسيان نطمر الماضي بألمه
نعيش لليوم اليوم وفقط

كن أبن ثوانيك دقاقئك و ساعاتك
وعش لليوم
*****

وضع المسدس برأسي في هذا الحين لم يكن بعيني غير زوجتي هوازن و ابنائي
أغمضتُ عيني ويدي وقدماي مكبلتان ..
قال بحدة : بقتلك واشرب بدمك
فإذابه نور بين ظلام دامس
حاولتً أن أركض اتجاه النور ليضمحل الوهج شيئاً فشيئاً
و تزداد النيران بي أرضاً و ذاك بمسدسه إبتعد يضحك بسخريةٍ
تلاشت صورة زوجتي و ابنائي و أخذت النيران تحرقني لتتركني خلفها رماداً

قام بفزع وعيناه جاحظتان بتوجس كأنما روحه انتصلت عن جسده بقسوة كميتة الكافر
وضع يده بقلبه يلتف برأسه يمنةً ويسرة ليستقر رأسه على الجانب الأيسر فيبصق ثلاثاً ويستعذ بالله من الشيطان
و يتحول على جانبه الآخر و قد وضع يده بجبينه يمسح العرق عنه
اقتربتُ من السرير بخوف عليه جلستُ و أنا أضع كفي فوق مرفقه وهو على الجانب الآخر لا ينظر لي
خلخلت اصابعي بين شعيراته القصيرة و وضعتُ أذني بثغره : كابوس هدي حبيبي
إلتف نحوي فجأة سحبني ليسقط رأسي بشدة بصدرِه العريض قال و إبتسامة باهتة بثغره : كنت بموت يا هوازن
رفعتُ نفسي قليلاً عن صدره أضع يدي بوجنتيه و بخوف : بسم الله عليك هدي مجرد كابوس
دس رأسي بصدره وهو يضحك بإستحفال و كالمتجوع للواقع السعيد الممتلىء من كوابيس لا تكهن بخير .
ما سر كوابيسك يا " كاسري "
فهي ليست بأول مرة
أسأل الله أن يكون خيراً

********

صعدتُ إلى جناحنا بعدما إنتهيتُ من الغداء سأرتاح قليلاً ومن ثم أعود لهم أشاركهم جلستهم التي تكون بعيدةً كل البعد عن الحميمية و الدفىء و شعور الأخوة
فتحتُ الباب لأدخل وأنا أرمي بحجابي ونقابي أرضاً مشيتُ حيث غرفة النوم لأراه قابعاً على السرير وبيده أوراق عمل ينظر إليها بتمعن
لم أعره اهتماماً فهو لا يستحق أي أهتمام
قال لي بـ غل : السلام لله
قذفتُ بنعالي بعيداً وما إن خطوتُ للمرآة حتى يقول بحنق : لما اكلمك تردين وحشى ولد ترمي بحذيانك كذا
و صلتُ للمرآة أسدلت شعري الأسود القصير للغاية
بثوانٍ معدودة رأيتُه خلفي يلف يده اليمنى بخصري و يشدني لصدره ويده اليسرى يدخلها بشعري و يضع ثغره بأذني يمررها لأعلى و لأسفل ليعضها بقوة : بأيش تفكرين يا رخيصة ايش هالقصة باقي شويا ويصير شعرك بطول شعري
لا تكوني بعد بتقلبي مسترجلة ما كفاك الخيانة
إلتزمتُ بالصمت بلا مبالآة وأنا أنظر للأرض
لم شعري القصير بيديه ليسحبه جذرياً و رغم شدة الألم لم أصرخ و لم أبكي أتخذتُ قراراً و لن أتراجع عنه و إن كان بغاية الصعوبة فأنا قد مللتُ إلى حد
أني أفكــر بالإنتحار وترك كل مصائب الدنيا ومحنها فما خلفه الماضي لم ينسى إلا بشدة و ما خلفه الحاضر لا يمكنني نسيانه
رص على أسنانه بقوة وقد ظهر منها صوت إحتكاك دوي : انتي ما تحسين !
تركني وهو يضرب التسريحة امامه و يصرخ بصوت عالي يتردد صداه بالغرفة : والله والله والله مو مصبرني عليكِ الا ابويا الي يبغانا نلمكم عن ذياب الشوارع وما يدري انك منهم
اسطوانة تعاد كل يوم و إذا ماكان كل يوم فهو بعد يوم عندما كنتُ عُطرة المتسلطة التي حلفها و نذرها يطبق بحذافيره كسر أول حلفانها خالي و لحقته أنت يامعن
إن كان هناك ذئاب بشرية تقشع اللحم عن عظمه و تبتلعه و ترمي بعظامها للجن فتأكد أنه أنت و أباك
حلفانك يطبق رغم خطأه و حلفاني يدهس رغم صحته و على الرغم والرغم من هذا كنتُ طموحة لإثبات صحة حلفاني
اما الآن فقد فقدتُ هذا الطموح رميته بجحيم خبر وفاة أمي منذ وفاتك يا إزري و سندي يا جنتي أصبحتُ جثة حيةً ميتةً هامدة تأكل لتعيش و لا تقوى على العيش
إستدار نحوي وأنا لم أتحرك خطوة واحدة
إقترب مني يمسكً بياقة ردائي يجُره بقوة وعروق خضراء إتسعت تشعباتها بيديه : ندمااان كثيير إني ما فضحتك ومسحت بشعرك الأرض
شد شعري بقسوة ليرفع رأسي قرابة رأسه و بغيض : اتكلمي قولي شي
قاومتُ الألم بكل ما أوتيتُ من قوة
ماذا عساي أن أقول لك
حلفتُ بأني طاهرة
و أقسمت بأني فاجرة



حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن