20

90 2 2
                                    

وصلت جميع الصور لحاسبي المحمول و بجانبي الآلة الطابعة على استعداد لطبع الكتابات على الورق
ولكني ولشدة شغفي وشوقي لما بين سطور الورق بدأتُ بقراءة أول سطر
و صُدمت بآخر كلمتين بالسطر حالما علمتُ ان لي جد لم اكن اعلم بوجوده و هو يكون عم خالي أبو اصلان !!!
من أين لي بجد ؟ , ولما لم يتحدث أحدٌ من عائلتي عنه ؟ , ولماذا لم أراه قط ؟
هل توفي قبل ان أرى نور الحياة ؟
يبدو ان هذه الأورق تحمل بين طياتها الكثير الوفير الذي لا أعلمه .

***
الساعةُ الآن العاشرة صباحًا , اجلسُ على مكتبي وأمامي حميدة وهنالك الكثير من الأسئلة التي يجب عليها ان تجيب عنها بكلِ دقة
حركتُ يدي قائلة : اتفضلي اتكلمي
كتفت يداها ناحية صدرها و نطقت بشيءٍ من الضيق : كل كلامنا كذا يا ابلة
رفعتُ حاجبي وبجدية : ونحنا على ايش اتفقنا يا حميدة ؟
قالت بذات الضجر : افففففففففففف طيب بتكلم بس مو عن الي صار امس
بتساؤل : ليش ؟ انا اكثر شي يهمني الي صار امس
بدى صوتها مكتومٌ مقتول وكأن شيئًا يمنعها عن الحديث : يا ابلة مو الحين , وقت ما انا احس اني ابغى اكلمك بالموضوع بجي بنفسي اكلمك
لكن الحين ما اظن انه الوقت المناسب لهالكلام .
حركتُ رأسي بالموافقة : الله يصبرني لمن يجي الوقت المناسب , طيب اتكلمي عن الي كنتِ تبغيه .
إبتسمت قائلة : مو قبل ما تجاوبيني عادي اجي لبيتك من فترة لفترة و لا هالشي يضايقك
أول ما قالت ما نطقت بهِ تجسدت صورةُ معن امام عيناي من المؤكد انه لن يقبل بها ضيفة , ولما اهتمُ لشأنه
فليمت حتى هذا لم يعد يهم , سأفعل ما أراه صحيحًا ولن اكترث به
بادلتها الإبتسامة : اتفضلي حتى لو كل يوم
إرتسمت السعادة بملامحها لأول مرة منذُ ان عرفتها
منذُ الأمس ظهرت بملامحها معالم لم أرها مسبقًا
بالأمس بكت و اليوم ملأت السعادة كامل وجهها
اما فيما سبق كانت هي حميدة ذات وجه حمود الرجل الجامد الذي لا يضحك إلا لمعصية
و لا يبكي مطلقًا .
قاطعت ابتسامتي قائلة : يلا بحكيكِ , احنا وصلنا لأول يوم اتعرضت فيه لتحرش من المسترجلة و حكيتك ردة فعلي في ذاك الوقت
المهم كل الي صار بعدها انها عادت نفس حركتها اكثر من مرة وانا كنت احاول اعود نفسي حتى بديت آخذ عليها لكنها
بدت تتمرد أكثر و اكثر حتى فقدت شرفي على يدها .
شعرت وكأن جحيمًا قد غشى وجهي فأذاب اوصاله و أزال معالمه لم استطع التحدث وكيف أستطيع ولساني قد مات بالجحيم ؟
أيصل الأمر إلى هنا , تالله يا فتيات الإسلام مالذي حدث بكن أين الأهل عنكن
أين قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ؟ !
تابعت حديثها قائلة والأسى قد محى تلك السعادة التي غزت ملامحها للحظات , وكأن هذه الملامح الأنثوية قد خُلقت لتحزن
لتكون السعادة عدوًا لدودًا لها : يمكن تستغربي كيف بنت تفقد بنت بكارتها لكن هالموضوع يصير بأدوات بسيطة او أدوات خاصة
ما اظن انه من اللازم اذكرها , عمومًا من بعدها انا افتقدت حميدة وصرت حمود كل ما اشوف بنت بكر نار تشتعل بصدري و ما ألاقي نفسي
الا ألعب اللعبة الخبيثة الي لعبتها معاي ذيك المسترجلة فيه منهم الي يسمعلي و فيه منهم الي يجتنبني
و ارجع اقول يا ابلة اغلب المسترجلات شكل بس لكن هالشكل ممكن يتحول بأي لحظة لفعل
و اغلبهم ما في ولا اي ظروف جرتهم للي هما عليه هما الي استرجلوا بكامل رضاهم و اهلهم قالوا مراهقات وسكتوا
فقاطعتها بأسف : وصارت المراهقة اقرب شماعة نعلق عليها اغلاطنا المراهقة عمر هش يحتاج فيه الشخص للنصيحة و التوجيهه
اذا ما علمناه بهالعمر بتنلقب المعصية الي يسويها لعادة مثل ما الصلاة والحجاب عبادات وصاروا عادات
أسأل الله السلامة لي و لبنتي و جميع بنات المسلمين .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن