خرج من دروة المياه مرتدي ثوب نومٍ بيج , توجه ناحية الكبس يريد إطفاءه لتحل العتمة , ولكنني هتفت وانا أغلق الرواية التي بيدي : معن خليه و تعال بكلمك بموضوع .
رفع أحد حاجبيه و أصابعه لازالت على مفاتيح الإضاءة : كلام مهم و لا يتأجل لبكرة ؟
بثبوت : مهم .
تقدم بخطواته نحوي حتى جلس بالسرير بالجانب الأيسر لي , و بهدوء : اسمعك .
أخذتُ نفسًا عميقًا , فما سأقوله هو المصير و المصير يحتاج للتفكير و التدبير ففي العجلة الندامة , لا أعتقد اني سأندم ان تركته
فأنا بحياتي معه او بعيدةً عنه أبقى بعيدة عنه كل البعد , أدرتُ رأسي بإتجاهه و بنبرةٍ خافتة : تطلقني ولا أرفع دعوة خلع ؟
تجهم و جهه وكأن كلامي لم يعجبه , فسحب نفسه إلي حتى صار ملاصقًا لي , و بتساؤل : ليش ؟
رفعتُ حاجبي و على وجهي علامات التعجب لتعابير وجهه : عاجبتك حياتنا !
بصدق : لا , لكن ما نقدر احنا يا عُطرة مجبورين بحياتنا على كل شي و اي شي , طلاق انتِ عارفة ابوي ما بيوافق
قطعته بحديثه : والخلع ؟ اقدر ارفع و اشوفه يتكلم بس .
سند ظهره على السرير و هو يرى ظهري و انا لا أراه : محد قال شي ايه تقدرين بس ما فكرتِ بأولادك .
حركتُ رأسي بإتجاهه و قد رُسمت بملامحمي علامات الإستنكار : أولادي !! تتكلم عن اولادي الي يشوفك يقول مهتم انت عمرك ما جلست معاهم كويس كل ما تشوفهم بجهة تروح للجهة الثانية وتقول اولادك !!
تقدم بظهره إلي مبتعدًا عن خلفية السرير , أمسك بيدي اليمنى و هو يلعب بأصابعي : الموضوع يا عُطرة ما هو بموضوع مهتمين بعيالنا او لا لأنه الاجابة بإختصار لا سواء من طرفي او طرفك نقدر نقول عيالنا ربوا نفسهم بنفسهم
و اخوي الكاسر و اختك ربوهم مع عيالهم اما احنا فكنا مجرد جسد حولهم عمره ما كانت ارواحنا قريبة منهم , " رق صوته " عُطرة ما ابي اقسي عليكِ بكلامي لكن انتِ حالك حالهم
عشتي يتمية بلا اب او ام المفروض انك تحسين بشعورهم لا افترقنا .
بواقعية : بس يا معن هم تعودوا يعيشوا بدونا انا العكس كنت بقرب امي و ابوي وفجأة راحوا الله يرحمهم .
رفع عينيه إلي , و بإبتسامة : لكنهم تعودوا يكونوا تحت عيوننا حتى لو كنا مانهبهم الأبوة و الأمومة كنا حولهم ينامون بالغرفة الي جنبنا
طيب لا افترقنا بينقسمون لحزبين او كلهم بينتقلون عند اخوي الكاسر , عُطرة افهمي كلامي زين هم اطفال يحتاجون رعاية لما نفترق بيموت كل شي يربطنا فيهم
هو كل شي ميت اصلاً لكن حتى مكان تواجدنا مع بعض واستنشاقنا لأنفاس بعض بيموت لا تكوني انانية و ما تفكرين الا بنفسك .
بشيءٍ من الضجر : والحــل يعني ؟
ترك يدي وهو يتراجع لخلفية السرير حتى ارتطم به ظهره ليرتاح : انك تنامين بالغرفة عن اولادك تحسسيهم بحنان الام و تكرسين حياتك لهم و انا انام هنا و لا لي اي دخل فيكِ ان شاء الله تروحي للنار برجولك
بطالع فيك و بسكت ما بقرب منك لأي سبب كان بالمقابل انتِ تكوني قربتي من عيالك وكسبتيهم لصفك .
بغير اقتناع : وليش انت ما تكون قريب منهم ليش انا ؟ ما انت بواثق انهم عيالك صح ؟ , اعرفك و اعرف تفكيرك المريض المشكلة ولا مرة من بعد زواجنا شفتني اسوي شي غلط
فليش الشك ترى ان بعض الظن اثم و قدامك المستشفيات روح تأكد ان كانوا عيالك او لا .
تجلت السخرية بشفتيه : هه , و واثقة انهم بصفك اخاف كل شي يكون ضدك , ساعتها بتزيد حياتك سـ
قطعتُه بحدة : ما اسمحلك تتكلم عني بسوء , لسانك هذا بقصه لك انا واثقة من نفسي حتى لو الدنيا كلها وقفت ضدي اصلكم كلكم ما تهموني انا حسابي عند ربي العالم بكل الخفايا و عارف اني طاهرة مامسها رجال غيرك
و عالم انه اولادي هم اولادك و من صلبك , كرهتني فيهم الله يكرهك بنفسك من يوم ما جبتهم للحياة و انا اسب غبائي الي خلاني اتركك تقرب مني خطأ وجودهم بالدنيا خطأ .
أبعد أنظاره عني إلى النافذة : لو ما جبناهم كان حالنا حال اخوي ناجي و اختك كان على الرايح والجاي امي تزعجنا وكل من حولك بيتهمك بالعقم ما راح يتهموني , احنا في مجتمع كل نواقص الرجال فيها كمال و كل نواقص المرأة نواقص عمرها ما تكون كمال
ان تطلقت الحرمة قالوا اكيد مسوية حاجة ان عنست قالوا شينة مين بيتزوجها ان رملت قالوا ضاعت عليها و ان كانت عقيم ما تزوجها الا عقيم مثلها او جلست ببيت اهلها
يعني كان كل الضرر عليكِ فأحمدي ربك بهالنعمة و مكتوب لهم يجون للحياة سواء رضيتي او ابيتي .
بحيرة : و يعني من الآخر وش اسوي ؟
بهدوء : فكري بكلامي على مهلك و قرري اما ترفعي الدعوة وتضيعي عيالك مرة وحدة واما تعيشي مع عيالك ومعاي لكن بكون بعيد عنك و ارفع مسؤوليتي عنك مالي دخل فيكِ ولا لك دخل فيني
و لك حرية الإختيار .
إلتزمتُ بالصمت بينما هو قال : بعدي بنسدح و طفي النور معاكِ .
قمتُ من على السرير و اغلقتُ مفاتيح الضوء , إهتديتُ بضوء الأبجورة إلى السرير و أستلقيتُ بجانبه و انا أتمتم بالذكر .
أنت تقرأ
حيزبون الجحيم
Action🔸رواية حيزبون الجحيم احداثها .. ذاتَ طابع درامي بحبكة بوليسية..يغطى عليها الأحكام الشرعية وعلاقات الحُب بأنواعها ( حلال و حرام ) .. وما يترتبَ على كل علاقة ونهايتها الرواية بدأت بقضية وأد البنات والعادات الجاهلية .. والطمع والظلم .. وما سيؤول عل...