« ظهر أحد شياطين الماضي »

1.6K 61 15
                                    

Vote ⭐ + Comments 💬

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

Enjoy

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اشرقت شمس اليوم الثانى من السنة الجديدة كما قلت سابقاً ليس لدي أي خطط كالعادة في رأس السنة سوى البقاء في المنزل والاستمتاع بالرسم والقراءة وشرب القهوة ومراقبة حبات الثلج وهي تهطل على الأرض لتكسوها بياضاً كم أتمنى أن تكسو قلوب الناس بالبياض ولكن الثلج والبرد لا يزيدان قلوبهم الا القسوة و التجمدآ وتبلداً للمشاعر !

كنت أفكر سابقاً أنا الآن أصبح عمري في الخامسة والعشرين كما يقولون إنه منتصف عمر المراهقة والطفولة ! لكن أنا لا أعلم أين أنا؟ وفي أي منتصف أنا؟ في الحقيقة لقد أصبحت بعمر السبعين وأنا في ذلك القبو المتعفن ! لا بأس يجب أن لا أفكر في الماضي أبداً ما زلت صغيراً ويجب أن أفكر بمستقبل باهر مستقبل يتحدث فيه كل العالم عني،

بعد أن أخذت حماماً دافئاً توجهت إلى المطبخ وأعددت لي طبق الإفطار المفضل بيض مع القليل من النقائق أنا كل يوم آكل هذا الطبق بدون ملل ولا كلل لا أحد يسألني لماذا؟ حتى أنا نفسي لا أعرف !

بعدها توجهت إلى غرفة المعيشة ولمحت على الطاولة البريد المرسل من صديقي ديمتري تذكرت أن اليوم لديهم احتفال أنا حقاً أكره الاحتفالات والتجمعات لكن يجب أن أذهب لأنني وعدت ديمتري وأنا أكره أن أخلف بوعودي

وأكره الاشخاص الذين يخلفون بوعودهم منذ ذلك اليوم الأسود الذي توفيت فيه أمي وأبي وأتت خالتي الساحرة
وزوجها المسخ وأقسما في المحكمة ووعداني بأنهما سيعتنان بي ويهتمان بي على أكمل وجه وكلنا نعلم ماذا حدث بعده ...

لذا نهضت و تجهزت ارتديت أفضل الملابس لدى عادة ما
أرتدي أجمل الملابس ومن ماركات عالمية وأرش بأجمل العطور دائما من حولي ينادونني بالرجل الأنيق أو الأكثر أناقة على الكرة الأرضية، لا أخفي عليكم : أحب أن أكون مثالياً لا أحب أن أرى شعرة واحدة على لبسي !

منزلي أي أحد يدخله يظن أنني أعيش في مستشفى للمجانين بسبب بياض الجدران والأسقف والأرضية الناصعة، فارغ كفراغ قلبي تماماً، أحب أن أتأمل لوحاتي بدون أي شيء يلفت انتباهي ويعكر صفو مزاجي...

انتهيت من التجهيز وآخر لمسة ليست كالعادة ساعتي في يدي اليمنى تناولت معطفي الثقيل الأسود وشالي وخرجت،

وصلت إلى مقر الحفل كان في منزل صديقي ديمتري، أغلب الحضور كانوا من الطبقات الراقية وأيضاً الأغلب كانوا مهتمين بالفن توسطت الحفل ووقفت بجانب مجموعة كنت أعرفهم ألقيت عليهم التحية وتبادلنا حديثاً بسيطاً

 إنني أتعفن رعبآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن