« بداية رحلة رسام الموت »

1.5K 73 21
                                    


Vote ⭐ + Comments 💬

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

Enjoy

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

أخذت كل الظلام وأكلته، أصبحت مثل البئر العميقة الممتلئة بالظلام
اللانهائي لدي الكثير من الشياطين في رأسي والكثير من الكوابيس تلاحقني من الماضي ، وكان لدى خياران:

إما أن أعود ضعيفاً وأعيش في الماضى وأغرق فيه وأشعر به كل يوم!
وإما أن أمضي نحو المستقبل بلوحاتي وفرشي وألواني الثلاثة وأن اكون قوياً وأحكم أرواح الكثير، أن يهابني الكثير من الناس شعور أكثر من رائع، أن أكون مشهوراً والجميع يتحدثون عني بعد أن كنت نسياً منسياً شعور لا يوصف أبداً !!

بعد حادثة الانتقام رحلت من تلك القرية وإلى الأبد غيرت هويتي واسمي الذي أساساً يبدو أنني نسيته، وتوجهت إلى مدينة بعيدة جداً مدينة تعج بالناس والبشر الطبيعيين تعج بالخير والشر على عكس تلك القرية كان كل ما فيها هو الشر ولا وجود للخير أبداً،

مضت ست سنوات فيها كونت نفسي من جديد أكملت دراستي في تخصص الفنون كما كانت تريد معلمتي، أصبحت أجيد الرسم بشكل مثالي، أصبحت أبيع لوحاتي لذلك حصلت على مال لا بأس به خصوصاً في بدايتي، كنت وقتها معتمداً على الرسم التعبيري الممل لم أكن مقتنعاً بهذه الرسومات أردت خلق أشياء جديدة وعوالم مميزة أردت أن أصنع عالماً مرعباً لكنني كنت خائفاً أن أرسم شيئاً ويتحقق مثلما حدث في الماضي

في الماضي كنت أرغب في الانتقام لكن الآن لا توجد أي مشكلة واثقاً إذا كانت المعلمة ما زالت معي أو لا ! لكن منذ أن دفنت جثتها في القرية بجانب منزلها وخرجت من القرية لم أعد أسمع صوتها، ولم أعد أراها أيضاً، أعترف بأنني أحياناً أشتاق لها لكن لا بأس لا بد أنها ارتاحت لقد حققت لها الكثير من الأمنيات،

الآن حان وقت تحقيق أمنياتي لكن ما هي أمنياتي ؟ ما هي أحلامي؟ أشعر بأنني تبلدت كلياً تجاه هذا الموضوع حتى بعد أن درست وتخرجت وعملت وأصبحت مشهوراً إلى حد ما في مجال الفن وأصبح لدي المال كل هذا لا أشعر بعده بالسعادة! لا أشعر بأي شيء أبداً! أشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً في حياتي ! لكن ما هو ؟؟

احتفل العالم بالعام الجديد وهكذا يكون أصبح على الماضي سبعة أعوام رسمياً ! اكتفيت أنا كالعادة بالبقاء في شقتي الهادئة التي لطالما شعرت بأنها الأمان لي ! دعوني أخبركم عن الكدمات النفسية التي بقيت معي بسبب الماضي المظلم،

أولاً أنا أبقي جميع أضواء شقتي مغلقة وأحب الضوء الخافت أحب الظلام جداً أصبحت مدمناً عليه لأنني أكلته وتشبعت منه سنوات، ثانياً أكره الكلاب كثيراً وأظنكم تعرفون السبب جيداً، ثالثاً لا أحب الأماكن الضيقة أبداً اشتريت هذه الشقة الواسعة بغرف واسعة وضخمة كنت أعيش في حي الأثرياء برغم أنني لست بعد بذلك الثراء لكن أحب أن أكون مميزاً لا أرغب أن أعيش مع مخلفات الحيوانات عشت معها ما يكفي !

والأكثر غرابة لا أستطيع نسيان تلك اليد التي كانت تلمسني كل يوم! تلك اليد الضخمة الخشنة كان ذلك المسخ يلبس ساعة تلمع استطيع رؤيتها من عمق الظلام في يده اليسرى! لذلك لا أحب أن ألبس الساعات في اليد اليسرى والبسها في يدي اليمنى

فى احتفال رأس السنة اكتفيت بالبقاء فى شقتي والرسم فقط والاستماع إلى الموسيقى عشت حياة هادئة كثيرا بعد تلك الأحداث كنت إنساناً متواضعاً والجميع يحبونه ويحترمونه ليس لأننى كذلك بل لأننى أفضل عدم تكوين علاقات أكتفي دائماً بالابتسامة بلطف للأشخاص

ذهبت إلى صندوق البريد لكي أتفقد ما وصلني صراحة ليس لدي أي أحد يراسلني غير الأشخاص الذين أعمل معهم في متحف الفن وطلبات اللوح فقط هذا ما يصلني عبر البريد،، مؤخراً لم تكن تصلني طلبات للرسم تقريباً لمدة ستة أشهر لم يصلني طلب إلا ثلاثة أو أربعة أشعر بخطر حقيقي أرغب أن أكون رساماً مميزاً! ما أفعله وما أرسمه ممل حقاً ومكرر !! يجب أن لا تفنى موهبتي هكذا أرغب بشيء يلهمني أرغب في إلهام جديد!!

وجدت رسالة بريد من صديق لي ولكي أكون صريحاً هو الوحيد الذي أعرفه من ثلاث سنوات، كل العلاقات لا أستمر معها طوال هذه المدة لكنه كان داعمي الأول في الفن والرسم وساعدني كثيراً كنت أحتاجه لذلك لم أقطع علاقتي معه،

كتب في الرسالة بأنه غداً سيقيم عشاء وسيكون هناك حفل تكريم لأحد الأشخاص يعرفونه لذلك من الجيد أن أكون موجوداً معهم واستمتع.. لا ترفض أبداً لا تنس أنك وعدتني بأن تلبي لي طلباني

صديقك: «ديمتري»

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يتبع ....

تاريخ النشر : 14/يوليو/2024

رقم موضوع الصفحة: 303

عدد صفحات الرواية: 637

 إنني أتعفن رعبآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن