« عندما ينام العقل يولد الوحش »

282 13 0
                                    


Vote + Comments 💬

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

Enjoy

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

أين أنا من كل هذا ؟ من أكون أنا؟

لطالما تساءلت هذا السؤال منذ اللحظة الأولى التي فتحت فيها عيني في المستشفى وأخبروني أن والدي ماتا في حادثة مؤسفة لذلك يجب علي أن أذهب مع خالتي وزوجها المسخ منذ تلك اللحظة اختل توازن العقل والنفس الإنسانية والبشرية لدي،

لأني عشت مع ناس ليسوا ببشر ! كنت أبحث طوال الوقت وطوال الحياة التي عشتها عن نفسي، نفسي أنا الحقيقية في هذه الحياة؟ أشعر دائماً بأنني لست شخصاً حقيقياً أو أنني أعيش في كابوس طويل جداً لن ينتهي أبداً !

أتساءل متى الاستيقاظ ألم يحن وقته؟ متى سينتهي هذا الكابوس وتبدأ حياتي الواقعية الطبيعية؟ أشعر بأنني في دوامة تدور وتدور بدون نهاية بدون توقف، لا أعلم أين موقعي في هذه الحياة هل أنا مع الخير أو الشر ؟؟ هل أنا مع الملائكة أو الشياطين ؟
هل أنا مظلوم أم ظالم !؟

لا أعرف حقيقة نفسي ولا حقيقة هذا العالم الذي يبدو وكأنه عالم مزيف أم أنا المزيف !؟ أصبحت أشك أحياناً أنني أعيش في أحد العوالم المرعبة التي رسمتها في لوحاتي، هل أنا حقاً أعيش في لوحة كانفس ؟!

مليئة بالألوان السوداء والظلام والخوف والرعب، والقسوة والفساد والقتل !! هل من الممكن أن أكون
أعيش في لوحة ولا أعرف طريق الخروج منها ؟
أم هل أنا شبح يتجول في هذه الحياة لا يعلم أين يذهب وأين يلجا؟ روح تائهة تنتظر خلاصها،

أم أنني وحش هائج يشعر بالجوع على مدار الأربع والعشرين ساعة ويجب أن يسد جوعه عبر سلب أرواح الناس مراراً وتكراراً لا يستطيع التوقف عن نهش لحومهم و شرب دمائهم،

وحش يتحجج بأنه عاش ماضياً أسود ماضياً في الجحيم وعليه أن يسحب جميع الناس معه في أسفل الجحيم لكي يشعر براحة تسري في دمه وقلبه ويشفي غليله.. دائماً يبقى السؤال:
هل أعيش كرجل صالح ؟ أو أموت كوحش ؟؟!

فتحت عيني لأجد نفسي في مكان غريب كالعادة لكنني أعرفه جيداً! أنا على ما يبدو أكون في مزرعة نعم مزرعة ضخمة جداً أو بالأصح حقول بدون نهاية تمتد من كل جهاتها الأربع امتداداً بلا نهاية ويبلغ ارتفاعها كالمباني الشاهقة

كان الوقت صباحاً لكن لا أعلم التوقيت تماماً كل ما أراه هو ضوء الشمس، الجو كان بارداً لكن ليست بتلك البرودة القاتلة، استمررت بالمشي بين تلك الحقول لا أعلم هل أتجه يميناً أو يساراً ؟ أسير وأسير بدون وجهة ولا مكان معلوم حتى شعرت أن الحقول انخفض طولها وأصبحت بطولي تقريباً

 إنني أتعفن رعبآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن