الفصل السابع

194 25 1
                                    


باران

إني علقت في يوم لم اقترب منك بها و اتأكد من وجودك دخلتي و و ضعتي رسالته و خرجتي دون قول كلمة واحدة

و أنا كنت أشاهدك بصمت مخيف اذكر تفاصيل حالتي و انهياري حينما قرأتها و أيقنت اني خسرتك للأبد

حينها حقًا قد ذقت السم و الألم الكبير بأني لم أمنع رحيلك عني و لم تسمعي اقوالي اكتفيت بهذابك عني بعدما انهار ميزان غفراني عندك ..

لا زالت تلك الرسالة عندي اعاود فتحها لاقرأها كل ليلة  على سرير و غرفة كانت تجمعنا سابقًا، فأبقى أعيش في ندمي و عذابي إلى أن أموت ..

ها أنا الآن أمسك تلك الرسالة بيدي  متوجهًا لتلكَ الغرفة، غرفة أبكي بها كل صباح و أتحسر على أيام قضيتها بدونه
أفتح بابها و ارى لونها الأزرق و كرة قدم مرسومةٌ على حائطها ..

كانت غرفة طفلنا أنا و هي ..

جلست بجانب السرير أبكي ..

لولا أفعالي لكان طفلي بين يدي الآن، بعد عدة أشهر يكمل عامه العاشر و أنا لا أعرفه او أعلم شكله للآن

لا أعلم سوا اسمه و لكني أتخيل شكله من صورة له حينما ولدته و أرسلتها لي إلى تلك الغرفة التي قطنتُ بها لـخمس سنوات ..

  أمسكت صورته و صورة لنا انا و هي و بدأت أقبلها كلتاهما ..

كيف أصبحت يا صغيري هل تريد لقائي؟ أم أنك تكره وجودي؟ أتريد من والدك أن يكون معكَ أم أن أمكَ قد عوضتك عن فقداني؟ ...

هي استحقتك أكثر مني فأنا لم أستحقك او أستحقها ... أخذتكَ و رحلت قبل أن أكبِّر باذنك

حتى قبل أن أعيش معها مراحل حملها و شهواتها في منتصف الليل صراخها بي و تقلب مزاجها لم أعش شيء من هذه الأشياء حُرمتُ منها، و عاشتها وحدها ..

من يدري أين أنتما الآن هل سامحتني والدتك يا صغير عما فعلته بها سابقًا ؟

أم ما زال قلبها يرفضني و يبعدني عنكما
أريد كلامكما أريد أن تعودي لي لأسمع كلمة بابا منكَ و كلمة حبيبي منها ..

و لكن .. حتى و ان سمعت كلمتكَ منك، لن أسمعها تقولوا حبيبي أبدًا لم أكن كفء الأمانة و حمل الحب و الزواج

لم أقدر على المحافظة على بيتي و عائلتي هربت زوجتي مني و من عذاب قدمته لها

أعدتُ وضع الصور مكانها و فتحت تلك الراسلة لأقرأها مجددًا و أعيش ألم ما كتبته لي فيها ..

اما حان الحين ان تحن !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن