الفصل الثاني عشر

207 19 1
                                    


"أبي ؟!"

باران
نظرت لذلك الصغير و نظرتُ لها فأغمضت عينيها و نزلت دموعها فهمت منها أن هذا الصغير ... هذا الصغير هو طفلي أنا هذا كريم !

بقيت بمكاني لست بقادر على الحراك و لا على الذهاب، هذا ... هذا كريم !

طفلي ذو العشرة أعوام، طفلي الذي حرمت منه كل تلك الفترة،الآن يقف أمامي و عيناه مليئة بالدموع

قالها لي ... قال أبـ قال أبي سمعت هذه الكلمة بعد هذا الزمان

شعور غريب يراودني و لكنه رائع و كأنني طائر يحلق في هذه السماء، رأيت و قابلت طفلي بعد طول انتظار، قال أبي و ناداني بتلك الكلمة ..

ابتعدت عنها قليلًا و استدرت إليه و عيناي تحكي عن حالتي

نظرت إليه اتأمله، عيناه كعيني و سواد شعره سواد شعري شكله و لون بشرته و كأنه قطعة مصغرة مني ، يشبهني لحد كبير !

ماذا يقولون الولد فلذة والديه، كنت سأدفع عمري لأراه و لو لمرة، اضحي بروحي لأسمع تلك الكلمة منه و اراه يعانقني و ها قد حصلت ..

يقف أمامي بدون حراك و دموعه تذرف على خديه

حاولت أن أسير له و لكن قدماي لم تحملاني و لكن و بعد عدة محاولات خطوت خطوة صغيرة نحوه و توقفت حينما رأيته يجري نحوي ليعانقني
و هو يصرخ بتلك الكلمة ..

"أبــــي"

جريت نحوه أيضًا و حملته بين يدي أقبل كل إنشٍ في وجهه عيناه خداه و رأسه حتى كتفيه ادور به وسط الشارع اعانقه و أدخله بين ضلوعي أريد تخبئته و عدم افلاته

شعرت بدموعه تخترق ملابسي و عناقه القوي، امساكه بكل قوته و كأن سيمزقها و هو يصرخ بين بكائه

"أبـ أبي عاد أبي عاد "

أنزلته بعدما شعرت أني قد شددت يداي عليه بشدة ، حاوطت وجهه كفاي حينما نزلت لمستواه و نظرت له عينانا نحن الاثنان قد تجمرت

نطقتها بصوت يقشعر له البدن حينما لفظت اسمه و ناديته به لأول مرة  !

"كـ كريم .. بني "

عاود قول تلك الكلمة لي

"ابـ. ابي !"

عاودت سحبه لي اعانقه مرة اخرى مقبلًا كل مكان به كتفه رأسه اشتم رائحته، بكيت حتى جفت دموعي

ابعدته عني انظر له متأملًا وجهه فقالها بصوت مقشعر بينما يمسح على خدي

"أبـ أبي أنت لن تتكرني مرة أخرى أليس كذلك ؟!"

اما حان الحين ان تحن !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن