الفصل الرابع و الثلاثين

44 3 0
                                    

باران

اغلقت البوم الصور و وضعته بجانبي .. التفت لها و رأيتها تنظر لخاتمها الذي ترتديه .. خاتم زواجنا نحن الاثنان ضمت يدها لصدرها تتقصد احتضانه و تقبيله ، و كأنه اغلى ما تملكه ..

عدلت من جلستي لادعها تجلس هي الأخرى .. ها قد اجتازت تلك الحالة و عادت حبيبتي الصغيرة لي

مسحت على شعرها و وجنتيها بيداي .. و بعض من تلك الدموع التي ذرفتها و بقيت معالمها واضحة ..

وضعت يدها على يدي تقبل باطنها و قالت :
"هل نعود للمنزل .. لابد أن كريم خاف و حزن على حالتي تلك "

"لنعد"

امسكت يدها لانزل قبلها و اساعدها على النزول بعدها ..

لم أشأ حملها لتسير قليلًا و لا تشعر نفسها انها مريضة ..
حاوطت كتفها بيدي و سرنا بجانب بعضنا البعض ، صعدت بالسيارة و وضعت لها حزام الامان و قدت انا باتجاه المنزل ..
وصلنا لهناك  و قبل أن نقترب من المنزل سمعنا صراخ كريم

"جاءت أمي !!"

جرى إليها مسرعًا يعانقها بقوة له ، انخفضت هي الأخرى و بادلته .. بدأت تقبل رأسه و تشتم رائحته و هو بالمثل .. يقبل خديها و جبينها ، يمسح على شعرها
حادثها بينما يمرر أصابعه مكان تلك الدموع

"أنا دائمًا بجانبك .. انا و أبي و كرم و عمتي جميعنا عائلتك "
"أنتم أغلى ما أملكه"
"يكفي بكاءً هيا لندخل للمنزل و أريك شيئًا هيا"
"ماذا هناك ؟!"
"هيا بسرعة أمي"

بدأ يسحبها من يدها لاوقفه أنا
"توقف يا كريم على مهلك عليها"

انخفضت احمله بيد و الأخرى تحاوط كتفها و هو يمسك يدها بيده و نسير سويًا ما إن اقتربنا من الباب طلب كريم أن أنزله لبيت له رغبته ما إن وضع قدمه على الأرض وقف أمامها و قال :

"اغمضي عينيك امي"
"لماذا ؟!" سألته مستغربة

"هكذا فقط افعلي هكذا .. هيا اغمضي عينيك"
"حسنًا تحت أمرك "

"لا تغشي و تفتحيها ! .. أتعلمين انتظري لحظة"

سحب وشاحها الملتف على رقبتها و اعطاني إياه
"أبي اربطه على عينيها "
"كريم ما الذي يحدث ؟!"

غمز لي بعينه و مده لي مرة أخرى ، وقفت خلفها و غطيت عينيها .. لاقترب منها أكثر ناسيًا نفسي و العالم من حولي و اغوص بين خصلات شعرها ذات الرائحة المسك استنشق عطرها الفواح منها ..

وضعت يدي لاحاوط خاصرتها من الأمام و اقبل رأسها و أعاود استنشاق رائحة شعرها تلك ..

اما حان الحين ان تحن !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن