الفصل الثاني و الثلاثين

95 7 0
                                    

كرم

انحرفت السيارة بعيدًا عنها ..  لتسقط الأخرى أرضًا و تتناثر محتويات ذلك الصندوق بجانبها

تجمد الدم في عروقنا بـلحظتها تلك و كأن الزمن توقف لنقف عند سقوطها و ابتسامتها أخيرة كانت تودعنا بها ..

تسمرنا مكاننا لا نقدر على الحراك لخطوة واحدة كادت ! كادت أن تدهسها !!
كادت أن تموت أمام أعيننا !!

كيف افقنا من صدمتنا و من حالتنا تلك لا أعلم لنسرع لها و نطمئن قلوبنا المرتجفة عليها ..

لم نأبه لتلك السيارة التي انحرفت و كادت أن تصطدم بالشجرة و لا حتى عن حال أصحابها كل همنا تلك التي ترقد أرضًا

كان باران يسبقني إليها بخطوات عديدة و أنا خلفه لا أقوى على السير أكثر .. وضعها بحضنه يربت على وجنتيها كي تستيقظ و تفتح عينيها أو تعطي شيئًا ليوقف تلك العواصف داخل قلوبنا ..

"ديلان .. حبيبتي افتحي عينيكِ .. ارجوكي ديلان ما الذي حدث لكِ .. هـ هيا يا قمري افتحي عينيكِ "

كل كلمة قالها كانت دموعه تهطل على وجنتيها الباهتة صوتٌ مهتز و يدان ترتجفان كانت حالتنا سويًا هكذا ..

ضم وجهها لصدره محاولًا ايقاظها يبكي فوق رأسها و أنا امسك يدها أحاول ايقاظها معه لكنها لا تستجيب

"ديـ ديلان هيا .. هـ ـيا يا صغـ ـيرتي افتحي عينيك"

امسكت كف يدها ابكي عليه و اناشدها كي تستيقظ لكن .. قطع أفكاري و عويلي عليها صوته !

"أمي !!"

التفتنا خلفنا بعد أن سمعنا صوت الصراخ كان كريم !!

جرى إلينا حينما فتح باب تلك السيارة و عيناه لا تكف عن البكاء  .. اقترب منا مسرعًا و جثا على الأرض بجانبها يهز أكتافها ليفهم حالتها و ما حل بها !

"امـ أمي ما بك .. أمي استيقظي امي ارجوكِ استيقظي
أبي ماذا حدث لها .. ما بها أمي !! كرم تكلم ما بها أمي ماذا فعلتم لها تكلموااا "

لم نستطع نطق حرف واحد له و لا أي كلمة تخرج من أفواهنا ..

"سيد باران تعالوا للمستشفى لاقود أنا "

كان ذلك صوت سائق باران هو ذاته الذي احضر كريم

"باران هيا للمستشفى !!"

صرخت به ليفيق من حالته تلك و ارتجافه المستمر عليها  .. حملها بين يديه لنسرع لهناك ، ركب باران و كريم  بـالخلف معها و أنا من الأمام .. طوال الطريق يحاول ايقاظها يربت على وجنتيها و يقبل رأسها

اما حان الحين ان تحن !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن