الفصل التاسع

189 26 4
                                    



وصلت إلى تلك البلاد البائسة، بلادٌ أذاقتني الأوجاع و الجروح جعلت من قلبي جليدًا و ناراً لا أعلم كيف جمعت الوصفين معًا

و لكنه هكذا، شددت على يد كريم بدون أن اشعر و نزلت دمعةٌ هاربة من بين مدامعي

شدني طفلي من ملابسي حتى أنزل لمستواه

"لماذا تبكين الآن ماذا جرى؟"
"لا شيء صغيري فقط تذكرت أخر مرة كنت قد أتيت بها إلى هذا المطار"

قربت يدي لأمسح دمعتي فأوقفني و مسحها هو

"أخبرتكِ لا أحب دموعكِ أو بكائكِ، أنت هي لؤلؤتي الوحيدة لا أريد ل لآلى أخرى أن تنزل منكِ"
"كما يريد أميري"
"هل سنذهب لأبي الآن ؟"

أربكني سؤاله لست مستعدةً لأواجهه أو أن أقف أمامه

"سنذهب فيما بعد الآن علينا أن نرتاح و حينما أكلمه و أرى أن أعماله قد قلّت نذهب و نفاجئه و نقضي أيامنا سويًا "

"رغم أن الشوق كاد يقتـ لني، و الحنين أصبح في أوردتي بدل دمائي، و بأن الشمس يومًا ستبزغ أمامي و تشرق حياتي نورًا من جديد ،

فأنا على يقين بأني سألقاه، سأنتظر .."

"أصبحت فصيح اللسان، من أين تعلمتها"

"قرأتها في أحد كتب أبي التي كتبها لكِ و حفظتها فقد أحسست بنار شوقه و عذابه على فراقنا"

"أتعتقد أنه اشتاق أم هذا كلام فقط"

"أعتقد أن الشوق قد ذبـ ـح صدره، ف الكاتب لا يكتب إلا ما يشعر به"

"حروفك مليئة بالحكم"

"هذا ما تفعله الكتب، و ماذا إن كان والدك هو الكاتب نفسه !"

"لنذهب الآن فقد تعبت من الوقوف و فصاحتك نتركها للمنزل "

"أمسكي يدي سيدتي"

"أصبحت أميرتكَ مجددًا"

"أنت دائمًا أميرتي"

ضحكت على حديثه العفوي و توجهت لمنزل أقطناه كرم حينما أخبرته بقرار سفري
"منزلنا جميل أمي و لكني واثق أن منزل أبي أجمل منه"

لم يكف عن ذكر أبيه،  جئت لهنا كي أجمعه به و لكن شعور الألم يراودني و يأبى الرحيل عني

"لنأكل طعامنا و نرتاح "
"سنرى أبي غدًا"

قالها بصوته الطفولي و هو يضرب كفيه ببعضهم و ابتسامة تشق وجهه

اما حان الحين ان تحن !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن