اما حان الحين ان تحن !

الفصل الثالث و الاربعين

"ماذا يحدث هنا !" كان صراخ الطبيب حينما رأى كريم مستلق بجانب باران و أنا و كرم نقف بجواره

التفتنا له ليتقدم منها و يمسح على شعر كريم
"ماذا بك يا صغير ؟"
نهض كريم من حضن والده ليمسك كفي الطبيب
"هـ هل أبي سيكون بخير .. هل سيتعافى ؟!"

ابتسم الطبيب في وجهه و قال "سيكون بخير فحصته منذ قليل هو بخير لا تخف و لكن لم نهضت من غرفتك عليك أن ترتاح"

"اريـ أريد أن يكون أبي بخير أريده أن يشفى"

"هـ هل هو حقًا بخير ؟" سألت الطبيب حينما اقتربت منه و امسكت كف باران بيدي

"فحصته منذ قليل هو بخير سيستيقظ عما قريب لكن ادويته يبدو عليه أنه لم يتناولها منذ عدة أيام ، عليه الاهتمام بها يا سيدة لا يمكنه إهمال صحته هكذا !"

اومأت للطبيب بحزن ليخرج و يتركنا ، عاود كريم الاستلقاء بجانبه بينما حاوطني كرم

"سيكون بخير لا تقلقي ، لن يحدث شيء له !"

سحب كرم الكرسي الموضوع على طرف الغرفة لاجلس عليه قرب سرير باران ، امسكت كف يده و الأخرى امسح بها على شعر كريم

كرم فوق رأسي يقف و كمال يسند نفسه على الجدار ..

"استيقظ يا باران استيقظ و يكفي لهنا ألم تمل من النوم ! استيقظ و دعني اطمئن عليك ألا تتعب من ايلامي عليك ألا تمل منها ! "

قلت كلامي بغصة لاذعة و عيناي لا تتوقف عن البكاء ..

اخفضت رأسي لاضعها على ذراعه علّي ارتاح قليلًا ، لحظات قصيرة مرت شعرت بضغطة خفيفة على يدي رفعت رأسي لانظر لها كانت يد باران !

رفعت نظري كي أرى وجهه كان يفتح عينه !

"بـ باران ! .. كريم والدك والدك يستيقظ !"

صرخت بها بصوت مرتفع ليرفع كريم رأسه و ينظر لوالده

"أبـ ـي !"

امسح على خديها بيدي و كريم يمسك كفه

"هـ ـيا باران افتحها هيا !" قلتها برجاء له

مرت تلك الثواني بصعوبة بالغة و كأنها تطعنني بقلبي عدة طعنات متتالية

إلى أن فتح عينيه اخيرًا !
"بـ باران ، حبيبي انت .. أنت بخير !"

لم يكن يعي ما حوله أو من هذا الذي يحدثه

اغلق عينيه ليحاول  فتحها مرة أخرى بتعب ..