اما حان الحين ان تحن !

الفصل الرابع و الأربعين

لم تنظر لتلك الصور بقدر اطالت نظراتها بي و استيعابها ما تفوه به لساني
كانت عيناي حادة تنظر بغضب نحوها و هي تتذكر ما كان يجري معنا قبل فترة و تلك الصور و هي آخر قطرة أملكها من الصبر لدي

انخفضت لتلقط الصور و تنظر لها
اتسعت حدقتاها حينما رأتها و بدأت بتقليبها واحدة تلو الأخرى

"وانـ و أنت صدقت تلك الصور اليس كذلك !"

قالتها بنبرة باكية و عيناها قد امتلأت دموعًا
امسكت ذراعها أسحبها نحوي و هي تتلوى بين يداي من الألم
قربت وجهي لاقول بأذنها لكن بصوت مسموع و انا أجز على أسناني

"لم يكن سيئًا ما حدث لك سابقًا ، ظهر أنك تستحقيه !
إحدى عشر سنة بقيت على حبك بها و لم اخنك تأتين بعد كل تلك السنوات لتقدميها لي ؟!"

سحبت ذراعها بعنف مني لتصرخ

"إحدى عشر سنة بقيت على حبكَ القذر هذا لم سأقدم على خيانتك الآن !"

"ما هذه الصور إذًا تكلم من هذا الرجل !"

"و من أين لي أن اعلم !
تصدق بضع صورة تافهة و انا من عشت معك كل تلك السنين !"

"ليست بضع صور تافهة يا آنسة تلك الورود و رسائل الحب و الغزل من رقم مجهول
ذهابك لأماكن لا علم لي بها و تهربك من الإجابة دومًا حينما اسألك ، لست سوا فتاة رخيصة لجأت لرجل آخر!"

ابتعدت قليلًا تناظرني بطريقة غريبة

"هـ هل تتكلم بحق ؟! أنت جاد إذًا ليست مزحة صحيح ؟!"

"يا أسفي على كل ذرة حب قدمتها لكِ "

ضحكت بسخرية لتصفق بعدها و تقول بنبرة باكية "أي حب هذا الذي قدمته هل ضربك أم حرقك ام تعذيبك ؟!

تكلم أي حب هذا الذي قدمته اهانتي و توبيخي على رحيلي عنك و ختمتها باتهامك بشرفي !
ليكن بعلمك أنا اشرف منك و ممن ولدك ، لا تجرب للحظة واحدة أن تتهمني بأشياء رخيصة مثل هذه !

أعدك بأنك لن ترَ وجهي مجددًا و ستكون هذه آخر مرة تلمح ظفري بها !"

قالت كلامها لتهب في الخروج من باب الغرفة .. سحبتها من معصمها أوقفها

"خطوة أخرى خارج هذه الغرفة اعتبري نفسك أنك حرمتي من رؤية ابنك مرة أخرى "

التفت لي تناظرني باستغراب لأتابع كلامي

"ذاك و الذي ستذهبين إليه الآن و الذي هو عشيقك ستتجازين أنت و هو على ما قدمتيه !
ستحرمين من رؤية كريم طيلة حياتك و بالقانون !
ببساطة لأن والدته أقدمت على خيانة والده بدون مبرر ، ما ستكون صورتك أمامه إن علم بأفعال أمه !