قُلْ لي.. لماذا اخترتني؟
وأخذتَني بيديكَ مِن بين الأنامْ
ومشيتَ بي
ومشيت.. ثُمّ تركتني
كالطفل يبكي في الزحام
إن كنتَ يا مِلح المدامعِ بعتني
فأقل ما يرِثُ السكوتُ مِن الكلامْ
هوَ أن تؤشّر من بعيدٍ بالسلام
أن تُغلق الابواب إن
قررت ترحل في الظلامْ
ما ضرَّ لو ودعتني؟
ومنحتني فصلَ الخِتام؟
حتى أريح يدي
من تقليب آخر صفحةٍ
من قصتي..
تلك التي
يشتدُّ أبيضُها فيُعميني
إذا اشتدَّ الظلام
حتى أنام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبط كلاً منهما من سيارة الأجرة. تحكم قبضتها على حقيبتها المُعلقة على كتفها النحيل بينما تُطالع مُستقبلها من أمامها، تتأمل ذلك الممر الذي ستعبُر منه كطالبة أخيراً، لا كأمنية بعيدة. أو حلمٍ لم تناله.
وجهت نظرها حينها نحو جِياد الذي كان ينظر لها وهو يبتسم، على عكس نظراتها التي كانت خائفة بشكلٍ غريب، تكاد تستمع إلى صوت دقات قلبها المُرتفعة وإن كان ذلك لا يظهر، يكفي ملامح وجهها التي أعربت عما تشعر به. عقد هو حينها حاجبيه بتعجُب من مظهرها مُتسائلاً:
-" في إيه يا ليال مالك؟".
وجهت نظرها نحو بوابة الكلية وهي تُفكر صدقاً بقرار الرجعة! لتعود بنظرها إليه تتلفظ بكلماتٍ خرجت منها مضطربة سريعة:
-" ما تيجي نمشي".
اتسعت عيناه بدهشة مما قالته وهو يقترب منها بعض الشيء أثناء قوله بجدية:
-" أنتِ بتهزري يا ليال؟ وبعدين ما أنتِ بقالك أسبوع متحمسة حماس غير طبيعي ومحضرة اشياءك قبلها بكذا يوم، إيه اللي حصل دلوقتي!".
ابتلعت ليال ريقها وهي تنظر للأجواء من حولها بتوتر، ثم وجهت نظرها إليه لتُجيب على كلماته بأخرى سريعة تقول:
-" طيب تعالى معايا وصلني، مش هدخل لوحدي".
لوح جِياد برأسه في المكان من حوله وهو يتحدث بعدم معرفة:
-" مش عارف هينفع أدخل ولا لا، انتظري أسأل".
أومأت له ليال برأسها وهي تذهب من جانبه بينما يُحادث ذلك الرجل الذي كان يجلس على المقعد أمام البوابة، ثم أقترب مرة أخرى منها بعدما أنهى حديثه معه أثناء قوله بنبرة مرحة:
-" قالي أدخل عادي بما إنك لسة مستلمتيش الكارنيه".
تنهدت ليال براحة وهي تقترب تمسك بيده بينما تتساءل بتلقائية:
-" طيب الحمدلله، هما قالوا على الجروب مكان المدرج بس معرفش هو فين، هنسأل صح؟".
أومأ لها جِياد برأسه بتأكيد بينما يتجه معها نحو الداخل وهو يمسك بيدها في صورة أظهرت أنها ابنته التي يوصلها إلى مدرستها وليست زوجته، وما زاد على ذلك هو مظهرها المضطرب والقلق أثر ما تُقبل عليه من خطوة ودت كثيراً لو تفعلها. ظل كلاً منهما يُسير أثناء تساؤله عن مكان المدرج الذي سيكون به محاضرتها الأولى، ليتوقفا بعد مرور دقائق أمام مبنى مُعين ثم التفت ينظر لها وهو يقول:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...