الفصل السابع والثلاثون

13.4K 781 98
                                    

"اللهم بلغنا رمضان واعنا على صيامه"

لو لم تكوني أنت في لوح القدر
لكنت صورتك بصورة من الصور
كنت استعرت قطعة من القمر
وحفنة من صدف البحر وأضواء السحر
كنت استعرت البحر والمسافرين والسفر
كنت رسمت الغيم من أجل عينيك وراقصت المطر
لو لم تكوني أنتِ في الواقع
كنت اشتغلت أشهراً وأشهراً على الجبين الواسع
على الفم الرقيق والأصابع
لو لو لو لم تكوني
لو لم تكوني أنتِ في الواقع
كنت اشتغلت أشهراً وأشهراً على الجبين الواسع
على الفم الرقيق والأصابع
لو لو لو لم تكوني
كنت رسمت امرأة مثلك يا حبيبتي شفافة اليدين
كنت على أهدابها رميت نجمتين
لكنّ من مثلك يا حبيبتي ؟

نزار قباني

قبل عدَّةِ ساعات..
بمنزلِ يزن، استمعَ إلى صوتِ هاتفه، رفعه مجيبًا:
-أيوة ياإلياس؟..أجابهُ إلياس بنبرةٍ جادَّة، مما جعلهُ يركِّز بدقة:

- "يزن، فيه حاجة مش مظبوطة في مخزن الشركة، وعرفت مكان رحيل، شوف هتعمل إيه."
أجابهُ يزن منتفضًا بقلق، وهو ينهض من مقعده:
-"ابعتلي عنوان رحيل، ياإلياس، وشكرًا أوي..أمَّا موضوع المخزن، عندي معلومات عنُّه."
- "تمام، بس حبيت تتأكِّد من المعلومة دي..رحيل في شرم الشيخ، يا يزن."

شعرَ يزن بانقباضٍ في صدرهِ وازدادت دقَّاتُ قلبهِ وشردَ بها، ولكنَّهُ تمتمَ بصوتٍ ثابتٍ يخفي توتُّره:
-"طلب أخير يا إلياس، معلش..عايز طيران خلال ساعة ينفع؟"
أجابه إلياس مؤكدًا:
-اعتبره حصل، ولو عايز طيارة خاصة كمان..
- لا، مش للدرجة دي، بس كده أنا فهمت الرسالة اللي جات لي."
نهضَ إلياس من مكانهِ متسائلًا:
- رسالة إيه؟ وليه مقولتش؟"

توجَّهَ إلى خزانته، أخرجَ ثيابهِ بسرعةٍ وهو يضعُ الهاتفَ بين كتفهِ وأذنه، وأردفَ بنبرةٍ خافتة، لكنَّها محمَّلةٌ بالغضب:
- بيهدِّدني...ياأرجَّع له كلِّ حاجة، ياإما هياخد اللي بدوَّر عليه."
تمتم إلياس بقلق:
-"تمام...خلِّي بالك من نفسك، وأنا هكلِّم حد هناك يتابع معاك."
رد يزن بامتنان:
- شكرًا ياإلياس...بجد، شكرًا على كلِّ حاجة."
إبتسمَ إلياس ابتسامةً خفيفةً رغم توتره من حديثِ يزن:
- متقولش كده يا لا، إنتَ قبل ما تكون ابنِ عمِّي، أخو مراتي.
-ربِّنا يخليك ياابنِ عمِّي..وجوز أختي."
قالها بضحكة

بعد ساعات...

هبطت الطائرة في مطارِ شرم الشيخ، نظرَ إلى المكانِ حوله بتيه، ولا يعلمُ لما ارتفعت دقَّاتهِ بأنفاسهِ السريعة، فتحَ هاتفهِ واتَّصلَ بكريم:

- كريم، عرفت هتعمل إيه؟ شوف إلياس هيكون معاك، وعايز الكلِّ يعرف إنِّي في الشركة."
أجابهُ كريم بعزيمة:
-اعتبره حصل، يا معلم..."

استقلَّ سيارةَ أجرة، واتَّجهَ إلى الفندق الذي تمكثُ به رحيل، بينما تحرك كريم إلى الشركة ليعلن وجود يزن بداخل الشركة 

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن