الفصل الثامن والثلاثون

16.4K 848 177
                                    

"اللهم بلغنا رمضان واعنا على قيامه وصيامه وعلى ختم القران "

🤍🤍🤍

تمسّكي بي كما لو أنّي آخر ملاذٍ لكِ، كما لو أن لا شيء في هذا العالم قادرٌ على تعويض وجودي في حياتكِ. دعيني أشعر أنكِ لا تستطيعين المضيّ بدوني، وأنّ غيابي عنكِ يُثقلكِ كما يُثقلني بعدكِ. امنحيني لقاءً كذاك الذي وُلِد فيه حبّي لكِ، حتى أُريكِ كيف استوطن حبّكِ أعماقي، وكيف بات قلبي لا يعرف نبضًا سواكِ.
، ما عاد للنسيان إليكِ سبيل، فقد سكنْتِ روحي حتى غدوتِ بعضي الذي لا يُفارقني. ورغم الحزن الذي ينهش أيامي، رغم الخيبات التي أحاطت بي، لا تزال روحي تهفو إليكِ، وكأنّكِ النور الوحيد وسط هذا العتمة.

أقسم لكِ، لو كان بوسعي أن أصوغ لكِ أجمل الأقدار، لجعلتُ كل لحظةٍ في حياتكِ فرحًا لا يخبو، وسعادةً لا تنطفئ، فقط لأراكِ مبتسمة. تذكّري دائمًا أنّني لم أنسكِ، وأنّ انتظاري لكِ ليس مجرّد وقتٍ يمضي، بل هو يقينٌ بأنّكِ وحدكِ من يملك مفتاح هذا القلب الذي لم يُفتح لسواكِ.

امنحيني فرصةً أخرى، لنكتب سويًا فصولًا جديدةً من الذكريات، اسمحي لوجودكِ أن يُعيدني إلى الحياة، أن يمحو عني سواد الأيام بعد رحيلكِ، فبعدكِ كل شيء فقد لونه، وكل نبضٍ في قلبي ما عاد يعرف للحياة طعمًا دونكِ.

#اسحاق الجارحي

قبل ساعات..
بشرمِ الشيخ تململت بنومها، نهضَ من فوق مقعدهِ مقتربًا منها..فتحت عينيها تضعُ كفَّيها على جبهتها متأوِّهة، دارت بعينيها بالغرفة إلى أن وقعت عيناها على وقوفه، هبَّت من نومها معتدلة:
-إنتَ بتعمل إيه هنا؟! وإزاي وصلت لي؟..
-اجهزي علشان هننزل القاهرة، سايب أخواتي لوحدهم..
هبَّت متوقِّفة وأشارت إلى بابِ الغرفة:
-امشي اطلع برَّة، محدش طلب منَّك تيجي لعندي..
تجوَّلَ بعينيهِ على الغرفة، إلى أن وصلَ لحقيبتها فخطا إليها وقام بجمعِ ثيابها، ثمَّ نزل ببصرهِ إلى أحد الأدراجِ المغلقة، قام بفتحهِ يجمعُ مابه..خطت سريعًا إليه تجذبُ منه ثيابها الداخلية:
-إنتَ إزاي تسمح لنفسك تلمس حاجاتي الخاصة؟..
توقَّفَ وألقى الحقيبة بالأرض، ثمَّ تراجعَ إلى النافذةِ يضعُ كفَّيهِ بجيبِ بنطاله:
-قدَّامك عشر دقايق تلمِّي حاجتك بدل ماأخرَّجك كدا..
ضربت قدمها بالأرضِ وصرخت هادرة:
-اسمعني علشان مش هعيد كلامي تاني..إنتَ متلزمنيش ومفيش حاجة تربطنا، سمعتني ولَّا لأ؟..

اتَّقدَ الغضبُ كالنيرانِ التي تلتهمُ سنابلَ القمح، ممَّا جعلهُ يصلُ إليها بخطوة، وقبضَ على ذراعيها يضغطُ عليهما بقوَّة:
-إنتِ مراتي سمعتي ولَّا مابتسمعيش؟..
دفعتهُ حينما أشعلت كلماتهِ صدرها كالبنزين الذي يزيدُ الاشتعال:
-هطَّلقني، أنا أصلًا مش بعتبرك جوزي، أنا مش مراتك سمعتني..
كوَّرَ قبضتهِ حتى ابيضَّت مفاصلهِ وهو يرمقها بنظرةٍ ممزوجةٍ بالنيرانِ الجحيمية..حاولت النطقَ ولكن هيئتهِ جعلتها تغلقُ فمها وابتعدت عنه تضعُ ثيابها بمكانها:

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن