| ١٩ مُكَالْمَاتُ هَاتِفيّةٌ |

1.4K 92 6
                                    

# ٥ من يناير ٢٠١١

تفتح الباب ببطء و تدلف لشقتها بعد يوم شاق و طويل، قفلت الباب خلفها و التفت لتصرخ مما رأته..
شقتها الصغيرة اصبحت رأسا على عقب... اوراق متناثرة بكل مكان، وسادات الأريكة بكل مكان و الشبابيك مفتوحة على وسعها و الهواء يُطير الستائر..
ركضت لغرفتها سريعا و فتحت خزانتها لتجد ما توقعته... الاوراق ليس لها اثر..

اخذت هاتفها و طلبت أول شخص أتى على بالها، زين... رد زين سريعا..

" عزيزتى "

” زين ارجوك تعالى الى شقتى “

" سارا هل أنتى بخير؟؟ "

” نعم.. نعم انا بخير فقط تعالي ارجوك “

" حسنا حسنا وداعا "

جلست على فراشها بحسرة و سالت دموعها على وجنتيها، لقد أُخذ أهم شئ فى حياتها و لن تستطع العيش بدون حقها الآن.

سمعت طرقات الباب فركضت لتفتح و ارتمت بحضنه تبكي بخوف..

" زين... لقد ضاع كل شئ... كل شئ زين " بكائها يزداد و لا يستطيع فعل شئ سوى تهدأتها ليفهم منها كل شئ... مزعور من منظر المكان حوله..

" حبيبتى... إهدئى كل شئ سيكون بخير لكنني لن اتركك هنا... هيا لمنزلي " قال بهدوء و سحبها للخارج و اغلقوا الشقة..

اوقف سيارة اجرة فهو لم يستطع أخذ سيارة هارى.. ارشده للعنوان و اخذها بحضنه يلمس على خصلات شعرها لتهدئ و هى متمسكة به بقوة كأنه سيهرب منها او انه آخر عناق بينهم..

ابعدها عنه برفق و بدون حديث اتجهوا لداخل هذا المبنى الشاهق قاصدين شقته المتواضعة...

دلفوا لها لتجد انها ليست كما توقعتها سارا... فهي مرتبة و نظيفة جدا وليست ضيقة البتة هي أكبر من شقتها قليلا... موسيقي هادئة تخلل آذانها فكانت من تلك المقطوعات التى تشعرك بالرقى و الهدوء و الإسترخاء.

" كنت اتمنى ان تكون اول زيارة لكي لمنزلى بظروف افضل من تلك لكن.. هذا القدر " ضحك محاولةً من جعلها تبتسم و بالفعل قد نجح..

كانت تقف بالقرب من صالة استقبال الضيوف و هو مازال عند الباب، أخذ وقت ليدرك الموقف فقفل الباب و دلف للداخل... " تفضلى... لنجلس بغرفة المعيشة، سأجلب شيئا و أتى " ارشدها للغرفة ثم اتجه لمطبخه الواسع ليحضر لهم كوبان من العصير ثم يعود لها مجددا..

" تفضلى " همس بينما يعطيعا كوب العصير لتستفق من شرودها و تهمس ايضا بـ " شكرا "

" لدى اخت... كنت احبها كثيرا لكنها لم تفعل يوما، لا اعلم السبب لكن اظن لان ابي كان يعاملنى بطريقة افضل عنها و عندما توفي ارادت كل شئ من الميراث برغم انه لم يكتب لها شيئا " فجأة تحدثت بشرود و كأنها تتذكر، توقفت للحظة و تجرعت من العصير ثم أكملت " لم أكن لامانع انا نتقاسم الميراث لكنها تسرعت و اخذته كله بطرق غير صحيحة و اوراق مزورة بالطبع و منذ وقتها و هي ترسل لي مبلغ صغير من المال لكنها لم تكن تعلم انني املك نخسة اخرى من الاوراق الصحيحة ضدها لكنها الآن اخذت كل شئ " كلامها اشبه بالهمس و هو بالكاد يسمع و لم تستطع أن لا تبكى لتذكرها كل شئ سئ..

Circles حيث تعيش القصص. اكتشف الآن