| ١٧ لَيْالِى الشِتَاءُ |

1.5K 112 19
                                    

١٥ من ديسمبر ٢٠١٠

   بدأ الليل يغطى سماء نيويورك و تبدأ اضواء المدينة بالسطوع ، الشوراع ليست هادئة البتة ،مكتظة بأهلها رغم برودة الجو و الثلج الذى بدأ بالهطول ..الجميع متحير ، فعيد الاميلاد على الابواب و الجميع يشترى الهدايا و الملابس استعدادًا للسنة الجديدة لعلها تكون افضل من السنوات الماضية .

  و بإحدى تلك الشوارع تقف هى و حبيبها يختارون الهدايا لأصدقائهم و أقاربهم أو لأكون أكثر توضيحًا أقصد أقاربه هو فقط ..

" ما رأيك بهذه لساندرا ؟" سألته و هى تشير لأحدى السترات الصوفيه المصنوعة على اليد .." إنها تحب هذه الأشياء و تليق عليها جدا أيضًا ."

" اجدها رائعة و ستكون جميلة عليها أيضا " قال بينما يتخيلها علي ساندرا ..

" جيد سأبحث عن مقاسها و ادفع ثمنها ثم اعود لا تذهب ." قالت سريعا و هي تدخل .

أومئ فقط و عيناه لا تفعل شئ سوى تأملها ،  نظرة عيناها المتحمسة ، ابتسامتها التي كالمخدر له ..كل شئ بها يجعله يتأملها و يشكر ربه على وجودها بجانبه و يتمنى أن لا يفرقهم شئ أبدا مهما حدث و مهما مضى من الوقت ..

بعد أن انتهت قرروا الجلوس قليلا ليرتاحوا و يأكلوا شيئا فهما يتسوقان منذ الصباح..

اتجهوا نحو مطعم بسيط، صغير و هادئ مثلهم.. جلسوا مقابلون لبعضهم قبل أن يأخذوا قائمة الطعام و ينظرون بها منتظرين أن يلفت نظرهم شئ.

بعد دقائق طلبوا ما يريدوا و نظروا لبعضعم و ابتسموا بدون إرادة.

" اتعلمين انتي حقا جميلة، مازلت لا اصدق انك حبيبتي و قلبك ملكى أنا فقط "

امتدت يده ببطء لتمسك بيدها الصغيرة الدافئة التى عكس يده تماما و يقبلها برقة لتخجل هى و تحمر وجنتاها.

" اريد ان اعرفك علي عائلتى " قال فجأة بعد صمت دام لدقائق و تتفاجئ هى، الخوف دب بقلبها.. تشعر انهم سيرفضوها و يبعدوه عنها.

لقد عانت كثيرا بحياتها.. لم تعش مراهقتها بسبب المعانات التى واجهتها و اخيرا وجدت من يحبها و تعطيه قلبها.

" عائلتك! " همست و الخوف يسيطر على نبرتها الرقيقة.

" نعم، لقد اخبرتهم عنكِ و هم متحمسين لرؤيتك.
صدقيني ستكون اجمل اجازة تقضيها " اخبرها مبتسما و صوته مليئ بالحماس، عيناه لمعت لمجرد تخيل حبيبته بين عائلته و يحبونها و تحبهم.

" اتركني قليلا لأفكر بالأمر حسنا؟ " بإبتسامة مصتنعة قالت له هو فقط اومئ كى لا يضغط عليها

أتى الطعام فبدأوا تناوله مع تبادل اطراف الحديث.

بينما بمكان آخر، باريس تحديدا..

تقف أمام خزانتها، تنقل ملابسها الى حقيبة السفر بكل حماس فأخيرا ستقابل حبيبها و صديقة عملها بعد فراق شهور..
لكن هناك من وقع بحبها، و حزين و يشعر بالغيرة ايضا من الفتي الذي امتلك قلبها الذي لم يراه قط.

طرق باب غرفتها بهدوء قبل ان تسمح له بالدخول، وضع يده الباردة على مقبض و يفتحه ببطء.

" هل سترحلى؟! " فشل فى عدم إظهار الحزن و خيبة الامل التى سيطرت على صوته.

" نعم... لا تعلم كم انا سعيدة " اجابته و هي تكاد تبكي من الفرح.. انزلت الحقيبة علي الارض و ارتدت حقيبة يدها حول رقبتها ثم حملتها مجددا.. 

" عنكِ" قال سريعا و هو يتجه له و يحمل حقيبتها عنها.. ابتسمت له و تركتها ثم اتجهوا للخارج قاصدين السيارة.

عم الصمت حولهما مجددا لفترة ليست بقصيرة، تعبث بأصابعها بملل بينما هو يقود بصمت فليس لديه ما يقوله لها..

وصلا اخيرا فنزل و اخذ الحقيبة بصمت متجهين للداخل.. تعلم انه حزين لفراقها لكن كصديقة.

بعد أن انهت إجراءات الأمنية و هذه الاشياء و دعته فقط بعناق حار متجهة لوطنيها... نيويورك و وطنها الثانى هارى.

#مطار نيويورك الدولي
#الساعة حادية عشر ليلًا

يقف ثلاثهم بصالة الانتظار، الوقت يمر دهراً... يقف معهم لكنه وحده... الشوق يقتله، انتظر كثيرا ولا يستطيع الانتظار لدقائق فقط..

رأى خيالها من بعيد ليصرخ باسمها فتلتفت له و تركض كالمجنونة له... لفت زراعيها حوله بقوة و هو كذلك حتي رفعها عن الارض..
  دام عناقهما لبضع دقائق مغمضين أعينهم مستمتعين باللحظة الذي انتظروها كلاهما لوقت طويل.

بينما سارا و زين ينظرون لهم و الحب يملأ أعينهم.. سعيدان لصديقهما... ابعد زين نظره عنهم و وجهه لها... مجرد رؤيتة سعيدة بالدنيا و مافيها..

وضع يده على كتفها ليضمها لصدره و يطبع قبلة على رأسها و يفكر... بهدية عيد الميلاد المناسبة لها.

___________

اسفة علي تأخير انه قصير بي انا كتبته بالعافية و انا خلاص بدأت امتحانات غير إن مفيش تفاعل خالص فمس متشجعة...

يارب يعجبكم سلااام.

Circles حيث تعيش القصص. اكتشف الآن