| ٣٥ خَوفْ |

909 67 24
                                    

# ۱ من أكتوبر ٢٠۱۱

وقف أمام مرآته و بدأ بربط ربطة عنقه بدقة و سلاسة و سهولة، القى نظرة عليها يجدها تعتدل ببطء بينما سمع تأوهات آلامها.. هرول لها ليساعدها بالنهوض.

" هل أنتِ بخير؟! " همس بينما يمسك يمرفقيها ليساعدها أكثر.

" أنا بخير لا تقلق فقط بعض الركلات من ابنك الشقى. " قهقهت بخفة لكن ملامحه لم تهدأ و مازالت قلقة.

" يجب أن نرى الطبيب، أنتى لا تتوقفى عن الآنين ابدا سارا أنا خائف عليكِ. " قال بجدية لتجفل و تومئ له بالموافقة، ابتسم بخفة بعد أن قبل جبهتها و ابتعد.. كادت تنهض ليوقفها " ماذا تفعلى؟!"

" سأحضر لك الفطور قبل أن تذهب للعمل. " قال بنبرة عادية، فما الجديد فهى كل يوم تنهض لتحضر له الفطور قبل أن يذهب للعمل.

" لا لا إستريحى انا سأحضر لى الفطور " ارجعها من كتفاها لتستند على ظهرها.." ماذا سيد زين؟!  هل لأنك اصبحت تعمل بشركة مشهورة ستنسانى و تنسى واجباتى أم ماذا؟! " قالت بمزاح ليضحكوا معا.

" لا عزيزتى لم و لن انسى ابدا.. تمنى لى الحظ. " قبل يدها مع ابتسامة رقيقة قبل أن يخرج من الغرفة ليستعد ليوم جديد بعمل جديد.

شعرت بإختناقها، تقلس الهواء من حولها،وضعت يدها على قلبها بخوف و رعب، تخشى لقائم، تخشى كشف الحقيقة لكن هى ضعيفة، أضعف من مواجهته بكثير...

تمر كل دقيقة كعام عليها، تحاول عدم التفكير و الإنشغال بالمطبخ و التنظيف، مادلين ذهبت لزيارة اختها التى بمانهاتن منذ ثلاث اسابيع و لن تعود إلا بعد اسبوعان آخريان، زين يحاول دائما منهعا عن اعمال المنزل لكنها تعاند و تفعل ما تريد.

تريد مهاتفته لكنها تتراجع و تنظر بالساعة كل دقيقتان تنتظر عودته لتعرف كل شئ دار هناك، و اخيرا دقت الساعة الرابعة مساء.

بدلت ملابسها سريعا التى تلطخت بالغبار و الطبيخ، بدأت بوضع الاطباق على الطاولة و تقديم الطعام حتى سمعته بداخل الشقة، خرجت من المطبخ مسرعة له لتجده يحمل حقيبة بها كومبيتر محمول و بيده بعض الاوراق، وضعهم على الاريكة بتعب و التفت لها مبتسما ناسيا تعبه و إرهاقه.

" حبييتى أكاد اقع من الجوع " قال مقهقها لتضحك و تومئ له و تكمل ترتيب المائدة.

بعد دقائق كان قد بدل ملابسه بأخرى مريحة و اتى ليجلس بمقعده و يبدأ بالاكل... وضعت آخر طبق لتجلس بحرص " ما أخبار أول يوم عمل؟! " زيفت إبتسامة.

" رائع... لدى مكتب بقسم الحسابات، مدير الحسابات شخص طيب جدا و عملنى كل شئ و كيفية القيام بالحسابات. " شرح لها بحماس و لم تستطع منع ابتسامتها الفخورة به.

Circles حيث تعيش القصص. اكتشف الآن