**((6))**

10.9K 665 50
                                    

ونعبر الزمان والبحار لنعود إلى باريس . ففي اليوم التالي مباشرةً وقبل أن يزعجها رواد كعادته، توجهت يارا ومنذ الصباح الباكر إلى صالة المعهد القريبة من الفندق وصعدت إلى الطابق الأخير بين قاعاتٍ وقاعات تخرج من بعضها أصوات حركات تمارين وتدريبات من الراقصين ودلفت إلى قاعة الأحلام مستهديةً برقمها .

كانت القاعةِ مستطيلة الشكل مقسمة إلى أربعة حوائط وأربع زوايا . و كانت المرآة كبيرة بطول وعرض الحائط على حائط واحد من الأربعة ومزركشةً حوافها بطريقة ملفتة للانتباه ، أمّا الحوائط الثلاثة الأخرى فمثبت عليها مساند خشبية ليستخدمها المؤديين في الجزء الأول من الدرس و التحمية..و الاختلاف الذي في هذه القاعة والذي يميزها عن غيرها أن حوائط هذه القاعة بلورية شفافة تكشف عن أجمل إطلالة .

كانت أول الواصلين لذا سمحت لنفسها أن تتأمل كل ما يحيطها بسعادة ، كأول مرة دلفت

ركضت إلى الحائط البلوري وقد سحرتها الإطلالة.

كانت صالة الرقص بالطابق الأخير من هذا المبنى وأمامها تمتد مساحة واسعة من العشب الأخضر والزهور بكافة أشكالها وألوانها وبحيرة اصطناعية جميلة تقبع بالأسفل عليها جسر خشبي عتيق الطراز وحولها مجموعة أشجار وكأنها تحتضن البحيرة .

خطوات خفيفة تقدمت نحوها وأتاها صوتٌ رجولي قائلاً بالفرنسية :

-مرحبا....يبدو أنك الآنسة الجديدة.

استدارت ناحيته لترى هذا الشاب الوسيم ...شاب فرنسي بامتياز قالت لنفسها وهي تتفحص هاتين العينين الخضراوين الحادتين والذقن الخفيفة المدببة والشعر البني المصفف بكل أناقة...كانت عضلاته جلية واضحة وجسمه متناسق بامتياز. راقص محترف يبدو عليه.

-أهلا....نعم أنا هي.

وسرح بها هذا الفرنسي وبلون عينيها الغريب .

-تشرفت بمعرفتك آنستي أنا لويس.

-وأنا ..يارا تشرفت بمعرفتك.

مد يده لمصافحتها غارقاً بهاتين العينين اللتين أخذتاه إلى عالمٍ آخر تماماً ثم ما لبث أن رفع يدها تجاهه وطبع قبلة رقيقة على كفها، سحبت يدها منه بخجل وعادت لتأمل الطبيعة .وقف بجانبها قائلاً :

-إنها جميلة أليس كذلك.

-بل خلابة رائعة الجمال.

-إذن.. إن سمحتي لي سأصطحبك بنزهة فيها إنها حديقة كبيرة وجميلة .

-نعم يسعدني ذلك.

وبعدها ولجت مجموعة فتيات صغيرات إلى القاعة فاتسعت ابتسامتها وهي تراهم كالملائكة بأثوابهم البيضاء

-مرحبا مسيو لويس نحن جاهزات" .قالتها إحدى الصغيرات فالتفتت إليه يارا تسأل:.أنت مدرب هنا سيدي ".

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن