**((11))**

8.9K 585 58
                                    

الفصل الحادي عشر

كانت شقتها على الرغم من أنها صغيرة إلا أنها جميلة ، أثاثها أنيق يبعث على الراحة وخاصة بألوانها الهادئة ..هيهات ما بينها وبين شقتها القديمة البسيطة ذات الجدران المهترئة والمتآكل معظمها ،على حائط مزركش بورق جدارن يتزين بزهور البنفسج تتموضع مرآة طويلة وأمامها مباشرة على الجانب المقابل نافذة عريضة عليها بضع أنواع من الزهور وستارة شفافة وردية معقودة بشريطة أنيقة .تلفاز كبير معلق على الحائط المقابل وأمامه تلك الأريكة العريضة بلونها الأزرق وعليها بضع وسائد مستطيلة ملونة .

المطبخ صغير كذلك وله شرفة واسعة تضيئه بشكل جميل وهو مجهز بكل الأدوات الكهربائية التي من الممكن أن تحتاجها وأخيراً رواق صغير به بضع لوحات مرسومة لبجعات وراقصات باليه!!حتى هذا التفصيل البسيط لم ينسوه ، تسائلت ثم عبرت الرواق أمامها لتدلف لحجرة نوم هادئة بإضائتها الخافتة التي تبعث على الإرتياح ، أضاءت أنوارها أكثر وأطفأت الأباجورة لتتبين معالم الغرفة بشكل أوضح

كان أثاثها ذا لون عسلي كذالك بستائر بيضاء ناعمة أمسكت حقيبتها والقتها على السرير الواسع وبدأت بإفراغ أمتعتها وترتيبهم في الخزانه..

إنتهت بعد مدة قصيرة ،غيرت ملابسها و بعدها استلقت على السرير وسرحت بالسقف ...شعرت بدفئ الدمع الذي انساب من مقلتيها عندما عادت بها ذاكرتها إلى ذلك اليوم عندما حادثته في الهاتف ..

((((-رواد سآتي اليوم مع أمي كالعادة وسأحضر لك مفاجأة بمناسبة عيد ميلادك ".سمعت تلكأه قليلا عبر الهاتف قبل أن يخبرها: اليوم لن أتواجد في منزلي سأذهب للإحتفال مع أصدقائي ، لاداعي لمجيئك كيلا تتلقين كلاماً مزعجًا من والدتي سأراك غدًا إتفقنا ولكن مالذي جلبته .

-طبعا لن أخبرك إنها مفاجئة .

-هكذا إذن.

أغلقت الخط وقد أعادت تأمل الورقة البيضاء التي رسمته فيها مع الخاتم الفضي الذي نقشت عليه إسميهما وابتسمت ثم خرجت إلى صالة المنزل لترى والدتها ممددة على الاريكة .

-أمي هل أنت بخير .

-نعم عزيزتي لا تقلقي مجرد دوار بسيط .

-مالهذا الدوار دائماً يأتيك امي ؟

وتقدمت أكثر من والدتها وتحسست جبينها .

-امي أنت ساخنة حرارتك مرتفعة .

حاولت رزان النهوض قائلة :لا حبيبتي أنا بخير سأذهب الآن كيلا تغضب السيدة سهير مني .

-فالتحترق السيدة سهير لن يضرها إن لم تحضري يوماً بالسنة إرتاحي قليلاً.

-لا حبيبتي إنه العمل الوحيد الذي نعتال منه ...لا أريدها أن تتحجج بإهمالي لتجلب خادمة جديدة .فمرتب أباكي الضئيل لن يكفينا.

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن