**((25))**

7K 504 25
                                    

شهقت بقوة تستند بكفها على مسند المقعد الجلدي وبيدها المرتعشة الأخرى تحاول جاهدة عدم إسقاط تلك الصور 'وسام ماهذا ! ...من أين تعرفه ....إنك".تمتمت بتلعثم كلمات تائهة مشتتة وهي تحدق بهم وتقلبهم فاقترب منها بهدوء وجلس قبالتها على الأرض رفع وجهها تجاهه وحدثها بصوت خفيض

-أعرف رواد وأعلم مكانه حبيبتي ، وقريياً جدا سآخذك إليه..لكن اصبري قليلا "هائمة ببحور أفكار ودهشة تحدق فيه تارة ، وبالصور تارة أخرى حتى استجمعت كلمات لتسأله :

-ولكن كيف ...أنا نفسي لا أعرف مكانه بالضبط..آخر مرة أخيرونا أنه غادر باريس و اختفى "

فأكمل هو عنها ما كانت تتوق لسماعه :
- كان هنا بالمدينة ، شارك باختبار عرض للباليه وعاد إلى باريس منذ سنة تقريبا ليستكمل تدريبه لطلابه ، وبالمناسبة:

صمت قليلاً يهدئ من ثقل أنفاسه كلما أتى على ذكرها ثم استطرد :
- تلك الخادمة التي تتكلمين عنها ..إنها هناك كذلك، لقد التحقت بذلك المعهد ايضا "

بين سعادة تجتاح كيانها واستغراب يسيطر على تلك المعلومات أجابته :
- حقا !!! ...يالهي أمي سيجن جنونها إن علمت بتواجدها معه !!

هنا انتفض أمامها قائلاً بحدة:

-لا ميرا ...اسمعيني جيداً. ،لا ينبغي أن تخبري أحدًا عن مكانهما وإلاسيهربان ثانية ولن نراهما ... تريثي قليلا وعندما يحين الوقت ستذهبين لملاقاته ...سآخذك إلى هناك اتفقنا "

إبتسمت له ابتسامة عريضة وهزت رأسها موافقة ثم نهصت من فورها وقبلته بفرح شديد، فهاهي أخيرا ستلتقي أخاها الذي حرمت منه لسنوات طويلة ، إبتعدت عنه قليلا ثم عادت لسؤاله :
-لكن كيف عرفت مكانه ولماذا بحثت عنه.؟

نلمس وجهها بيديه وقال لها بحنان :

-طبعا لأني لا أريد أن أرى دموع حبيبتي كل مساء ، وموضوع بحثي عنه طويل جدا لا داع لأن تعرفيه لأني تعبت كثيراً لحين وجدته ...المهم فقط أني استهديت مكانه،عديني الآن أنك لن تخبري أحدا. .

-طبعا أعدك...

بعد برهة نظر إلى ساعة يده قائلا لها :
- بعد قليل سيحضر عماد "

-ولكن الوقت متأخر ...هل هنالك من شيء؟

-لا زيارة عادية ...بإمكانك تجهيز الشاي والنوم بعدها إن أحببت "

-حسنا كما تشاء .

قالتها وطبعت قبلة على خده قبل أن تتوجه إلى المطبخ وهي تتخيل كيف ستلقى رواد بعد هذه السنوات ...صار لها حلماً أن تراه وها هوذا سيتحقق أخيراً..هنالك الكثير لتقوله له ...ستلومه ..ستضربه على تركه لها وابتعاده ، ولكنه ستحتضنه بقوة وستبكي على صدره ...كل تلك الأمور فكرت بها وهي تعد الشاي والضيافة وتضعهم بمكتب داني وتتجه إلى غرفتها حينما قرع الجرس .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن