**((31))**

6.2K 461 29
                                    

وتخيل معي ....بسعرٍ زهيد ستحلق بسماء الاحلام...سيبدو كل شيء حولك لامعاً براقاً مبهجاً...بحبةٍ واحدة ستنسى همومك وما حولك

هذه الأعراض التي ترافق تعاطي حبوب الهلوسة

"إل إس دي" التي هي نوع من المخدرات تجعل الدماغ غير قادر على الاستيعاب والفهم وتظهر آثارها غالبا بعد تناولها بنصف ساعة كما حصل لك مع حماكَ العزيز.

ضحك عماد ثم اردف : ويستمر المفعول اثني عشر ساعة ، وبمجرد أن تبدأ رحلة التعاطي حتى يصبح التحكم فيها أو إيقافها أمرًا مستحيلاً، وقد يؤدي تناول هذه المخدرات إلى تكوُّن ارتباط نفسي باستعمالها ، حيث تختل معايير الوجود الحقيقية فيصبح الإنسان بأكثر من وجود وأكثر من إدراك ، و المسافات الزمنية متقلبة و المكانية مميّعة ، لن يعود هناك وجود أصلاً ، و الأشخاص الذين يعرفهم سيتذكر أسماءهم لكنها لن تتطابق مع وجوههم التي أصبح لها ملامح أخرى !

قال داني بحنق:

حبوب الهلوسة أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع،

المخدرات ، الحشيش ،إلى حد ما نستطيع ان نحد من انتشارها هي أصلا لا تباع إلا لفئة معينة من الناس وبظروفٍ معينة لايمكن لأي كان شرائها وتداولها ...أما بالنسبة لهذه الحبوب فالأمر أشد وأخطر ...القرص أصبح مباحا في بلادنا كمن يشتري علكة ليمضغها ولكنها تأخذه إلى عالم اسطوري يختلقه بمخيلته فقط ....

كان توقعك صحيحاً عندما قلت لي ذات مرة ان الموضوع أخطر من كونه تجارة مخدرات ....إنها تجارة الموت ... تجارة تبيع عقول الشباب وتسلبهم أخلاقهم وحياتهم وعفتهم ...تدمر مستقبلاً وجيلاً كامل والأغرب من هذا كله أن الحكومات لا تفعل شيئا يذكر حيال هذا الأمر !! .

بل لا تفعل شيئاً على الاطلاق. .

قاطعة عماد مؤيدا:

-المهم الآن أن نلقي القبض على عاصم وشركاه ولو اضطررت الى اقتلاع جميع الرؤوس المشاركة بهذا الدمار فلن أتردد.

-صدقاً أتمنى هذا ياصديقي..أريد إنهاء دوري بهذه القضية وأرتاح...كانت مجرد قضية ثأر لعائلتي فأصبحت قضية ثأر لجيل كامل من شبابنا المدمنين .

خذ هذا جواز سفرها احجز تذكرة الى باريس وسهل تصريح خروجها فالأوان قد حان .

-حسنا ًلا عليك داني سأتصرف بهذا الموضوع "

********

أنا آسف لاني سمحت لعواطفي أن تنجرف نحوك بهذا الشكل القاسي ، وآسف على مشاعر الحب الرقيقة التي حاوطتك بها دون أن آبه لرفضك لي وابتعادك رغم اقترابي .. تجرعت كؤوس الخمر حتى الثمالة لأنساك ولم تزدني تلك الكؤوس الا تفكيرًا وتعلقًا بك، سامحيني على ما اقترفته يداي من أنانية ناسيًا متجاهلاً حب رواد اليك ومشاعركما الجميلة تجاه بعضكما .

كانت تتمرن على أنغام مقطوعتها الموسيقية قبل أن يقتحم خلوتها ويحدثها بهذه الكلمات ..التفتت نحوه بصمت تحاول تهدئه أنفاسها الاهثة بسبب التدريب قبل أن يقترب أكثر ويردف :

كنت شجاعًا قويًا فيما مضى والآن أمام عينيك ذهبت قوتي أدراج الرياح ، مذ عرفتك عرفت معنى الحب الطاهر النقي... ، أعرف أنه لم يكن ذنبك أنك لم تبادليني هذا الشعور الجميل ، ولكنه لم يكن ذنبي كذلك "

اقترب لويس حتى صار أمامها مباشرة ، تلاحقت أنفاسها ، واضطربت نظراته وعيناه لا تحدقان إلا بها ، وكأن المسرح كله قد تلاشى من حولهما لتصير هي محور الكون .

آنستي هل لي بهذه الرقصة " تسائل بلهفة .

-لويس أنا "

وضع إصبعه على شفاهها مترجياً : لتكن رقصتي الأخيرة هنا معك ....على هذا المسرح الذي تمنيت أن أراقصك على أخشابه ...لتكن هذه هي المرة الأخيرة التي سأسمع بها صوت ضربات قلبك قريبًا مني . لتكن خطواتي الاخيرة معك الآن، فغداً لن يكون لي وجود هنا ،قررت أن أسافر وأهرب بعيدا عنكِ ، وعن نفسي وعن الجميع ، سأبدأ حياة جديدة بمدينة جديدة ، صدقيني لن أتحمل اقترابه منك وابتسامتك التي لم تهديها إلا إليه، لا أربد أذيتك بلحظة ضعف، فالغيرة ستعميني عن الصواب،

قالت بأسى : ولكن العرض سيدي ..!!

-لا يهمني .. كنت أدربكم وأديت واجبي نحوكم. والعرض سيكمل تدريبه لكم رواد بمساعدة المدربين الباقين كما أنه سيكون بعد بضعة أسابيع فقط وهاانتم قد حفظتم الحركات جيداً فلا داعٍ لوجودي الذي لن يزدني إلا عذاباً..

اخفضت رأسها تتمتم بخفوت: آسفة لأجلك.

مد يده ليحاوط خصرها بعد أن شغل الاسطوانة من جديد، ولكن على موسيقى بحيرة البجع ...عرف أنها تحبها وأراد ان يراقصها على أنغامها...كان ينظر إليها بصمت بعد هذه الكلمات، يريد أن يودعها على طريقته الخاصة وحتى لو كانت درامية، فالحب أكبر دراما !! كادت أن تتكلم أكثر من مرة لكنها ترجاها أن تصمت فلا يريد ان يعكر صفو دقائقه الأخيرة معها بكلمات لن تفيد في شيء سوى زيادة أحزانه اكثر

كانت الشمس تعلن حدادها لتلون الأفق بألوان الغروب ..غروب روحه التي خالطت أولى خطوط الليل ..

أخذ نفساً عميقاً مغمضاً عينيه ثم رفع كفها ولثمها قبلة طويلة، كان يريد أن يستشعرها..يريد أن يشتم عبيرها لأول وآخر مرة لكنه كبح جماح رغبته الدفينة ، فهاهي الآن ليست له، لم تكن ولن تكون، فتح عبنيه اخيراً

وهمس لها ( أحبك ) ثم أبعدها عنه فجأة قبل أن يغرق أكثر ، ناظراً لعينيها البحريتان بجمود غريب قائلا:

- أتمنى لكما حياة سعيدة فأنتِ تستحقين السعادة .

ودعها مغادراً خشبة المسرح وإلى الابد .

صعد مدرجاته قبل أن يختفي خلف الباب تاركًا المكان يعبق بهدوء وسكينة ووقفت هناك وحيدة دامعة العينين على حب جميل صادق لم تستطع مبادلته اياه تمنت له التوفيق في حياته وفي مسيرته المهنية فهو يستحق النجاح ويستحق ان يعيش قصة حب جميلة مع

إنسانة تحبه بصدق.

*****
رأيكم

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن