**((37))**

5.9K 423 62
                                    

رمى هاتفه بروح متهالكة ونفس متقطع من الصراخ عندما لم يعد يتلقى جواباً من حسام: اللعنة عليكم كلكم خونة ...خونة "

شعر باختناق حاد ففك ربطة عنقه بعصبية بالغة وزاد من سرعة ضغطه على البنزين لتسرع سيارته ... فصرخ داني بتوتر من خلفه:

- إلى أين تظن نفسك هاربا أيها الوغد .

وزاد من سرعته كذلك حتى احتكت سيارتهما مطلقة شرارة عالية تكتسح سواد الليل في حين لمح عبر المرآة مجموعة سيارت للشرطة تقوم باللحاق به لمساندته .

حاول التاجر أن يركض ليختفي بين الأشجار في ظلام هذا الليل الحالك عندما لقى مساعديه مصرعهما أمامه ولم يتبق لديه ذخيرة لكن عماد استطاع اللحاق به والارتماء فوقه مع بضع عناصر لتكبيله ...واجتروه إلى السيارة ليحال بعدها إلى قسم الشرطة منكسا رأسه كالكلب الذليل

*****

طريق جانبية لمحها عاصم قام بالالتفاف عليها واجتيازها، تنبه فوراً لذلك السفح المرتفع الكفيل بقتل أي سائق قد يحاول المناورة أو الاسراع ها هنا وخطرت له تلك الفكرة الشيطانبة ،خفف سرعته فوراً وحشر سيارته بجانب الهضبة المرتفعة بحيث أصبح داني على أطراف الهاوية ،صرخ قائلاً وهو ينظر إلى سيارة داني: استأمنتك على كل شيء أيها القذر خنتني ودمرت عائلتي ودمرت أعمالي والآن حانت نهايتك "

أدار المقود بسرعة لتحتك سيارتهما من جديد بقوة مصدرة صريرا عاليا ولكن عاصم لم يكتف بذلك بل أخرج مسدسه مجددا ليصوب على داني بعشوائية ويصيبه بكتفه هذه المرة حتى شعر بسيخ ناري يجتاح كتفه مطلقا صرخة ألم مدوية ، رصاصة تالية اخترقت ساعده كانت كافية بزلزلة كيانه ، ولم يستطع السيطرة أكثر على المقود بسبب الضربات المتكررة التي قام عاصم بإهدائه إياها ، ضربع اخيراً لتصتدم السيارتان وشعر بنفسه ينزلق من على حافة الهضبة وانحدرت سيارته وبدأت بالتشقلب على المنحدر قبل أن ترتطم على الأرض بقوة وتنقلب مصدرة دخانا كثيفا ،

شعر بارتجاج قوي داخل تلك السيارة وهي تنقلب، للحظة ارتعدت أوصاله وهو يستشعر النهاية ...شعر بأنه جبان وضعيف فقد خسر بهذه المعركة وهاهو يفارق الحياة قبل أن ينتقم لأمه وابيه ...قبل أن ينتقم لحياته الماضية التي قضاها منتظراً لحظة الانتقام وهاهي الآن تهرب بعيداً عنه كروحه التي ستعلن انشقاقها عن جسده .

انسكبت من عينيه دمعة خالطت دماءه التي بدأت بالنفور بغزارة من رأسه وكتفه قبل أن يضيع في غياهب الظلمات وكأن احدهم قد انتشل روحه ليلقيها بواد سحيق معتم .

**********

رعدة شديدة اعترت أوصالها انتفضت على إثرها فورا من السرير بتلقائية حملت هاتفها لتستطلع أي رسالة تكون قد وردت من داني !!!!

اجتاحها تفكير شديد به بهذه اللحظة ولاتدري سببه فقد كانت منذ لحظات تغط بنوم هادئ بعد نوبة بكاء اجتاحتها قبل بضع ساعات عند قدومها من منزل شقيقها ، قامت من فورها لتشطف وجهها بالماء البارد طاردة آثار النوم في حين بدأ هاتفها بالرنين ....

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن