**((16))**

7.9K 545 28
                                    

الفصل السادس عشر

عندما تتعلق آمالك وأحلامك ومشاعرك بشخص واحد فقط و ترى أنه الوجود كله يصبح هو هدفك الأساسي وحلمك الذي تنتظره وتتغافل عن أخطائه وحقيقته التي يمكن أن تقتلك ... ترسم له صورة بمخيلتك قد تكون مختلفة تماماً عن الواقع الغائب عنك.

كان الفستان الأبيض الذي طالما حلمت به يلائم جسدها النحيل ...رفعت شعرها ووضعت تاجاً أنيقاً فوقه و تزينت بطرحتها المطرزة لم تكثر من وضع مساحيق التجميل فمازالت كلماته التي قالها لها بالحديقة تتردد بعقلها ... أريدك على طبيعتك ...لا أريد لشيء أن يمحي هذه البراءة "

وفعلاً بقيت ميرا على طبيعتها ...جميلة متألقة بزينة بسيطة . ووقفت تتأمل نفسها على المرآة ولم تستطع كبح دمعتها التي سالت من مقلتيها و قالت بصوت متهدج تحدث نفسها ...

أخيراً سأتحرر من هذا المنزل ...أخيراً سانسلخ عنهم"

و جلست على حافة سريرها تضحك بقوة، أغلقت فمها كيلا يخرج صوتها....وصارت تبكي فجأة.

مشاعر كثيرة انتابتها الآن وكأن الخلاص قد حان أخيراً.

وكأن سجينا قد أطلقوا سراحه للتو فاستشعر طعم الحرية ،عذاب تلك السنوات مع هذه العائلة الأستقراطية عديمة المشاعر سينتهي الليلة .

حتى عندما تدخلت أمها بزواجها أصرت على أن تحضر الفستان من باريس عاصمة الموضة، أصرت على أن تكون الحلويات التي ستقدم للضيوف من أشهر وأفخم متجر في المدينة وهذا كله لايضاهي شيئاً أمام زينة حديقة المنزل التي حولتها لقاعة احتفال كبيرة مبهرجة مفتوحة أمام حوض السباحة وهذا كله لأجل التباهي أمام القلة القليلة التي ستحضر حفل الزفاف ولم تستطع منع بضع صحفيين من التواجد لتغطية هذا الحدث العظيم ،فابنة عاصم بك الوحيدة ستتزوج ويجب أن يكون هذا الحفل مناسبا لمكانتهم الاجتماعية الراقية .

طرق باب غرفتها لتدخل صديقاتها إليها فقد حان موعد نزولها ...

ضحكت إحداهن وهي تتراقص أمام ميرا قائلة لها:

-هاقد صارت سندريلا جاهزة يابنات"

وقالت الأخرى مصفقة بيديها "إن أميرك الوسيم بانتظارك هيا انزلي أيتها العروس ".

ابتسمت لصديقاتها وكبحت باقي الدموع التي تحجرت بمقلتيها وهي تفكر ..هن هنا و أمي لم تكلف نفسها عناء الصعود إلي لتوديعي بهذا اليوم كما تفعل باقي الامهات وانشغلت مع ضيوفها، حسناً لا يهم "

مشت مع صديقاتها وإحداهن تمسك لها الطرحة ونزلت على السلم ..

كانت الموسيقى الكلاسيكية كذلك من اختيار والدتها.فالهمج فقط هم من يستمعون إلى الأغاني الصاخبة من وجهة نظرها ..

استسلمت ميرا لتدخل أمها بكل شيء ودعتها تتصرف بحرية كما تشاء فكان همها الوحيد هو أن تتخلص منهما بأسرع وسيلة ممكنة ولم تهتم لشيء سوى لوسام الذي عقدت عليه آمالها العريضة بالهروب من هذا السجن ولم تعرف أنه ينوي اصطحابها لسجن أكبر وأخطر .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن