من رواية بين عالمين

6.6K 176 12
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



اقبل الصباح مجددا كعادته البغيضة ليحمل لها ابشع الذكريات و تنقلت بأرجاء المنزل الموحش الذي كرهت كل تفصيل فيه ولكنه ملاذها الوحيد الان وبدأت تحاول تنظيفه فمنذ وقت طويل جدا لم تطأه قدماها بسبب انتقالها الى الميتم .

تذكرت والدها وهو يحمل لها الهدايا والالعاب تذكرت ابتسامته وعطفه وصوته العذب الحنون ابتسمت وجلست على الاريكة تنظر الى النافذة بشرود حتى هاجمتها ذكرى الستائر في ذالك اليوم الذي لن تنساه منذ اكثر من احدى عشر عاما....

كانت عائدة من مدرستها باكرا في ذالك اليوم الشتوي الممطر ودخلت الى المنزل امسكت الوردة الحمراء وركضت تختبئ خلف الستار قبل وصول والدتها من العمل ..كانت تفكر باهداء تلك الزهرة لامها بمناسبة عيد ميلادها الثلاثين كتمت ضحكاتها البريئة عندما سمعت صوت الباب و خطوات كعب والدتها استعدت للخروج من خلف الستار لولا انها سمعت صوتا اخر...

طرقتان على الباب ودخل احدهم

كان صوته خشنا قبيحا يضحك بخبث ومكر ولم يكن يضحك وحده بل كان معه صوت امها .....

ارعبها صوت انغلاق الباب وصوت هذا الرجل الغريب.تلصصت قليلا حتى رأته وهو جالس على الاريكة كان ببساطة صديق والدها ولكنه يرتدي عبائة نسائيا ويظهر وجهه فقط لم تفهم ماالذي يجري حتى بدأ يحكي مالم تكن تتوقعه او تصدقه ..

مالازالت كلماتهما عالقة في ذاكرتها بادق التفاصيل
مازالت ملامسة يديه لجسد والدتها تحرقها وتصرخ بعقلها ..

***********

.استغفر الله العظيم ...اين انا وماهذا المكان ...انهم فراعنة قدماء بالتأكيد ..
.
ماالذي يجري لي هل انا احلم ...

نعم نعم انا احلم بكل تأكيد.

قرصت نفسها علها تستيقظ فتأوهت الما ...

مئات الافكار والاسئلة تدور برأسها وهي ترى هؤلاء الكهنة والرجال يسجدون لغير الله سبحانه وتعالى.
ترددت كثيرا وخافت ان ينتبهوا لوجودها فتقع بمشكلة ما ..حتى رأته ...

كان هو الشخص نفسه العديم الوجه و المتسربل بالسواد يقف امام المدخل الثاني للمعبد .

سمعت صوتا وكأنه من داخل عقلها يقول اتبعيه..

نظرت حولها وارتجفت خوفا عندما عاود الصوت التكلم
..هيا قبل ان يغادر ...الحقي به يانرجس.

تشجعت اخيرا وقررت الذهاب اليه فهو بالتأكيد سيروي فضولها بمعرفة مايجري .....

وعندما بدأت بالسير داخل القاعة بدأ الرجال يتركون ما يشغلهم وينحنون لها كلما مرت من امام واحد منهم ويخاطبونها من دون ان تفهم كلمة واحدة تلفتت حولها مذعورة واسرعت الخطى حتى اقتربت منه فأدار ظهره ومشى ببساطة .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن