**((41))**

5.9K 398 34
                                    


-بعد حادث الطائرة ...قد شل تفكيري تمامًا..اعتقدت للحظة إني فقدتك فعلياً....رغم أني فقدتك سابقًا بسبب المشكلة التي تسبب بها أبي. إلا أن ذلك الحارس مروان قد جائني يومها و أخبرني بكل شيء قد جرى وشرح لي كيف أنقده أبي أموالا ليثبت تلك التهمة الباطلة بالتعاون مع ممدوح ، كان نادماً جدا خاصة انه اعتبر نفسه المسؤول الأول والأخير عما جرى لكم ..

حدقت به محاولة إخفاء تلك الرعشة الخفيفة التي انتابتها لتذكرها ذلك اليوم وشدت على قبضة يده فقال مكملاً كلامه :

-صدقا حبيبتي أنا لم أشك بك أبدا على الرغم من أن أمي سعت جاهدة لتشويه صورتك بخيالي عن طريق إدعاءاتٍ باطلة ....ولكن بعد أن رأيتك مع ممدوح ذلك اليوم شعرت بأن خنجرًا طعن قلبي وخاصة أنه استطاع حبك تلك التمثيلية مع جميع من في المنزل ... حتى أنه لم يترك لي منفذا واحدا لأكذبه وأصدقك خاصة أن مروان كان صديقا لداني ولم أظن لحظة واحدة أنه سيكذب بهاته المسألة الخطيرة .

تعذبت كثيراً حينها ...الله وحده يعلم كم عانيت بسبب ذلك الحادث ولكن عذابي تضاعف لأنك كنتِ بريئة وظلمتك كما ظلمك أهلي وأبعدوك عني بعد أن عرفت الحقيقة كاملة ...

وبعد الحادث صرت أبحث كالمجانين عنك في المستشفيات التي نقل اليها ضحايا تلك الطائرة المنكوبة حتى عثرت عليكِ

حمدت الله سبحانه كثيراً أنك بخير ولكن..أتذكرين حينمًا رأيتني مرة واحدة فقط في المستشفى ..صرت تصرخين بقوة وقد إنهرتي كليًا لرؤيتي .. لم تعطني فرصة واحدة لكي اشرح لك عما حصل واضطررت أن ابتعد عنك لكي لا أسبب لك مزيداً من الألم .وهنا جاء دور خالد"

جحظت عيناها ثم هبت واقفة....خااالد!!! أنت تعرفه قبل ان تأتي إاى المعهد ؟؟

تبسم لها وأومئ برأسه قبل أن يردف :

-خالد أعرفه منذ وقت طويل جداً كان مدير معهد متواضع لرقص الباليه بإحدى الأحياء المتواضعة ..ولكنه كان يحتاج إلى تمويل لاستصلاح معهده بعد أن تضرر جراء حريق نشب فيه .أعطيته تلك النقود التي يحتاجها ليعيد افتتاح المعهد الذي تعرفينه انتِ وهذا طبعًا منذ وقت طويل جدا قبل حادث الطائرة ، وبعدها صرت شريكاً له بذلك المعهد .

ثم فكرت بأنه أنسب شخص ليكون بجانبك خاصة أنك لم تتقبليني حينها ، أرسلته إليك بحجة أنه صديقٌ قديم للعم جابر ثم وظفك عنده لتعلمي الفتيات الصغيرات الباليه وصرتي تحت رعايته وحمايته .

وطبعاً محبته لفعل الخير ساعدتني كثيراً ..وكنت أرى اهتمامه بك ورعايتك حتى عندما كنتُ بباريس كانت أخبارك تصلني يوميًا .

وكل يوم كنت اتشوق لرؤيتك أكثر ...عانيت ما لم اتخيله بفقدانك ..ولكني كنت أشبع شوقي من رؤيتك واكتفي بمجرد صور يرسلها إلي خالد لأطمأن عليكِ من خلال تدريباتك في معهده"

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن