اقتباس

1.3K 29 14
                                    

وغادرت غرفة التمريض برفقة هشام, توجها إلى المصعد فهمس لها : لم يكن يجدر بكِ التدخل بشجارٍ مع ذلك السِكير, كنتِ ستتعرضين للأذى"

- ولمَ تدخلت أنت !

- تسائلت وهي تحدجه بتلك النظرات التي تفتكان  بضربات قلبه لتتهاوى وأجاب بهدوء:
_ أنا رجل أستطيع مجابهته إن تطلب الأمر"

- الدفاع عن الظلم, لا يفرق بين رجلٍ وأنثى دكتور هشام.

_ أنثى!.... وما أجملكِ من أنثى.

_ هشاااااام  !!" 

وصل المصعد للطابق الثالث فسار بجانبها يلقيها بنظراتٍ عابثةٍ وهو يتمتم:
_ أحبكِ جداً ....وأعرفُ أن الطريق إلى المستحيلِ طويلُ

_ عفواً !! 

تسائلت باستغراب ليضحك قائلاً :
_أغني... هل ممنوعٌ أيضاً !

ضحكت وسبقته بخطواتها إلى المستودع  لتحضر مسلتزماتها قائلة:
_غني...لا بمنعك أحد.

دلف ورائها وارتفع صوته مجدداً وهو يبحث كذلك عن الأدوات الطبية  لتسمعه يدندن:
أحبكِ جداً .....وبيني وبينك ريح ٌوبرقٌ وغيمٌ ورعدٌ  وثلجٌ ونار..

تحاشت كلماته وهي ترتب قطع الشاش بالصندوق فأردف وقد وضع صندوقه كذلك ليعبئه :

_ أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جدا  ........ واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين .

تعالت ضحكاتها هذه المرة وهي تغتال كلماته: _صوتك بشع, سيصيبني تلوثٌ سمعي ! .

شرد بضحكاتها واستند بكفيه على الطاولة مميلاً بجذعه ناحيته وأردف :
_ وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني.

أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها سألتكِ بالله ..لا تتركيني.... لا تتركيني.. فما أكون أنا اذا لم تكوني ..

  ارتبكت هذه المرة فعلياً من نظراته وكلماته فقالت بلعثمة وهي تتهرب من نظراته :
_هشام !! كف عن ذلك "

تبسم ابتسامةً لطيفة مجيباً بهدوء:
_أأكفُ عن الغناء !أم عن الغرق بعينيكِ "

انفرجت عيناها بصدمة من كلماته لتتمتم وهي تهرب منه : ما بك اليوم بحق الله ! 

فأردف وهو يحمل الصندوق ويلحق بها باسماً يكمل أغنيته : 

_أرفض من نار حبك أن أستقيلا .....وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا....؟ 

 وما همني..ان خرجت من الحب حياً  وما همني ان خرجت قتيلا ..

عضت على شفاهها بغيظٍ  لتضع الصندوق على الطاولة الأخرى بجانب الباب وتلتفت ناحيته محذرة وهي تشير له بإصبعها: اعتقني...أتفهم صوتك بشع "

زاغت عينيه عليها ليردف هامساً وقد تعاظمت حدة ضربات قلبه :

-أحبك جداً..وجدًا .....وجداً .

تملكها الخجل لتستدير عنه  وهي تتمتم(( لا إله إلا الله جن دكتور هشام. !!! )) أخذت الصندوق وغادرت أما هو فرجع خطوتين إلى الوراء ليجلس على الكرسي وما يزال حاملاً الصندوق بين يديه... أغمض عينيه وقد سمع صوت ضربات قلبه تتعاظم حدتها داخل صدره.

******
من رواية جنوني بعينيك انتحار


الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن