**((7))**

10.2K 633 74
                                    


 وبعيداً خلف البحار كان هذا الشاب يقف على الشرفة يتأمل البحر الهادئ أمامه الذي ضربت عليه أشعة الشمس الأرجوانية لونها قبل أن يبتلعها البحر لتلون الأفق بدرجات الأحمر المختلطة بأولى خيوط الليل

بعينيه الزرقاوتين اللتين ورث لونهما من والدته رآها. كانت تحلق أمام الشرفة بفستانها الوردي الذي تعشقه وترقص بكل شغف. أخذ نفساً عميقاً جداً ولكن ريحًا قوية هبت عليه جعلت جسده يقشعر بطريقة غريبة ..

دلف وأغلق باب الصالة خلفه وأسدل الستائر ليعبق الجو بسكونٍ جميل ، أشعل ضوءاً أصفر اللون خفيفاً وجلس خلف مكتبه أخرج مفكرة ذات جلدٍ أسود فتح على ورقة فارغة وبدأ يخط عليها كلماته القليلة :

أيها الشيطان...إزحف بعيدا عني.

أغلق مفكرته واتكئ مسنداً رأسه على الطاولة وبدأ يعبث بشعره بعصبية ويغرس أصابعه بقوة بين خصلاته وكأنه يريد اقتلاعها... انتفض على صوت هاتفه يرن زفر ضيقا.وأجاب:

-أهلا ميرا

-حبيبي؟ألن تحضر؟ أنا انتظرك منذ مدة .

-لا ...لا أظنني سآتي اليوم.

-آوف وسام ولكني طلبت من أبي أن يأتي باكراً هذا اليوم لأجلك .

-أرجوكّ اعذريني الليلة لست رائقًا ابداً كما أني أخبرت والدك بعدم مجيئي ... سأكلمك لاحقاً اتفقنا.

-ولكن وسام، لقد جهزت لك ءء....

كادت أن تكمل لولا صرخ فيها فجأة :

-قلت لك لن آتي ألا تفهمين !؟

وأغلق الخط بوجهها فوراً

رمى هاتفه على الأريكة بحنق غريب وقرر أن يأخذ حماماً ساخنا عله يهدأ قليلا من نوبة الانفعال التي طرقت بابه ،

خلع قميصه ورماه بعشوائية على الأريكة ودخل الحمام ، فتح صنبور المياه الساخنة الذي بدأت مياهه بالتدفق ورفع نظره إلى المرآة متحسساً ذلك القطب التي أخذ مساحة لا بأس بها من جبينه لكنها لم تؤثر على جمالية وجهه ذو الذقن الخفيفة والملامح المريحة والهادئة وعيناه الزرقاوان الثائرتان كانتا تشتعلان بالحياة لكنهما تنبضان بالحقد الذي نمى بداخله طيلة سنوات طوال .

البخار المتصاعد من المغسلة بدأ يغطي المرآة ليختفي هو شيئاً فشيئًا مسح بيده عليها وتجهم وجهه وكأنه رجل آخر... وكأنه ينتقي هذا القناع ليرتديه اليوم. قناع مرعب ومعتم لكنه يشبه سواد قلبه مؤخراً

********

مطت هذه الشابة الجميلة شفاهها بامتعاض ونزلت درجات السلم المؤدية إلى صالة الفيلا

-ميرا أرى أنك لم تتجهزي بعد ".قالت بتذمر بعد أن زفرت بقوة

- لن يحضر الليلة "

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن