**((35))**

6.4K 430 61
                                    

تحتضن كفيها أمام باب العمارة بعد أن أوصلها السائق، أخذت نفسًا عميقاً تهدئ اضطرابها وزفرته بهدوء مغمضة العينين قبل أن تدلف إلى الداخل وتصعد إلى الطابق الثاني ،ولكن أي شقة بالضبط لم تعرف اتجهت يميناً ووقفت تتأمل هذا الباب الخشبي الأبيض وتتمنى أن يظهر لها رواد من خلفه .أخاها الحبيب ،الذي بقت طوال تلك السنين تبكيه وتتمنى أن تضربه على تركها وحيدة بهذه الطريفة حتى دون وداع.

طرقت الباب الذي بجانب السلم مطولاً ولكن لم يجبها أحد زفرت ديقًا وبقيت على أمل أن يكون المنزل الآخر هو منزله ، التفتت وطرقت الباب الآخر ولكن مامن مجيب حتى ظهر لها جارهم الفرنسي الذي سبق ولكم رواد وأطاحه أرضا وبدأ يطلق كلامه رشًا عن قلة ذوقها وإزعاجها راحتهم بهذا الوقت من المساء وهي تفتح فمها ببلاهة دون أن تفقه كلمة واحدة حتى صرخت به ...

-إخرس عليك اللعنة تبربر بكلمات لا افهمها هيا انقلع لا ينقصني إلا أنت أيها المعتوه الفرنسي.

حدق فيها مطولا بعد أن شعر انها تبادله السباب الذي أطلقه قبل قليل، زمجر غضبًا وعاد إلى شقته مطبقا الباب بعنف شديد خلفه.

جلست حانقة على درجات السلم ولعنت حظها العاثر دائماً الذي يهرب بعيداً عنها و قررت أن تبقى قليلاً عل رواد يعود بعد وقت قصير فلا تريد أن يذهب طريقها سدى.

***********

تلقت يارا التهاني من الجميع وتبادلت معهم بضع أحاديث حتى أصبحت الأنوار خافتة فجأة تلفتت حولها لتبدأ أضواء ناعمة تتراقص بهدوء و اكتسحت الأجواء موسيقة عذبة ،خرج بعدها من بين المدعوين وتقدم ناحيتها حتى وصل إليها أخيرا وعيناه متعلقتان بهذا الملاك الذي يتزين بأبهى طلة أمامه الآن.

سقطت عليهما أوراق أزهار حمراء فنظرت لأعلى و

دمعت عيناها بفرح ،أدارت وجهها الناحية الأخرى لكنه حاوط خصرها بذراعه وقرب وجهها منه هامسًا

"كل عام وانت حبيبتي التي لن ارى أجمل ، وأرق والطف منها في الوجود "

تناست كل ما جرى صباحاً وانشغلت بهذه المفاجأة الجميلة التي أعدها رواد إليها .

كانت ببساطة كمن يعيش حلمًا جميلاً جدا ولا يتمنى الصحوة منه ، وسط نظرات الجميع إليهما قال لورانس مبتسماً :

لم اعرف أنك عاطفي لهده الدرجة يا فتى ...كل يوم أكتشف فيك مفاجأة جديدة !!

مبتسما بإشراقة وهو ممسك بيدها جاوبه قائلا:

-من يعشق ملاكا كهذه الفتاة لا بد له وأن يكون مليئاً بالمفاجآت سيدي "

ضحك لورانس وضربه على كتفه بخفة بينما يارا قد توردت وجنتاها بلون الدم لشدة إحراجها من كلامه ثم همست له لتزيل التوتر الذي اعتراها .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن