**((14))**

8.4K 538 23
                                    

عاد داني من سفره أخيراً بعد أن قضى أسبوعاً في فرع شركة عاصم الآخر وصدع دماغه لكثرة الإجتماعات التي عقدها .في اليوم التالي جهز نفسه مرتدياً بذلة رسمية سوداء اللون وقميصًا أبيض ، خرج من منزله يحدوه شوقٌ دفين لم يكن بريد إظهاره على الأقل لنفسه ، ابتاع باقة زهور حمراء و توجه إلى فيلا عاصم . وقد كانت ميرا متشوقة لرؤيته وخاصة أنها حاولت قدر المستطاع كبح نفسها والتزمت بوعدها له بعدم الإتصال به وازعاجه ..على الرغم مما عانته طيلة فترة غيابه والتي لم تتجاوز الأسبوع إلا أنها تحاملت على نفسها واكتفت بتلك المرات القليلة التي كالمها بها..

.فبالنسبة لها كأنه قد غاب شهوراً عنها...فاعتكفت بغرفتها تقرأ كتابًا او تتصفح الانترنت او ترقص امام المرآة المهم ألا تتواجد مع أمها وأباها اللذين لا هم لهما سوى النقود ...والحديث عن النقود والإستثمارات والمشاريع المستقبلية وهي لا تفهم أصلاً اي مستقبل يتحدثون عنه بعد كل تلك الاموال الطائلة التي جمعها والدها وهي متيقنة بأنها جمعت بطرق غير مشروعة ...وكانت دائما تفكر أيعقل أن يكون إنسان بهذا الجشع لتكديس الاموال ؟

ارتدت فستاناً قصيراً يتزين بزهور حمراء وزرقاء كبيرة سرحت شعرها وجعلته ينسدل على كتفيها ووضعت أحمر شفاه قرمزي جريئ وخرجت لملاقاته.

كان جالساً بالصالة يثرثر مع عاصم بأمور العمل لحين نزلت ... رفع نظره تجاهها ولم يستطع إخفاء انبهاره بتلك الجميلة ... ترك الملفات على الطاولة أمامه ووقف لاستقبالها.

-مرحبا وسام كيف حالك .

وتقدمت لتصافحه فتناول راحة يدها وطبع قبلة عليها متناسيا أباها قائلاً بشوق غريب اجتاح نفسه فجأة .

-أهلاً حبيبتي...

سحبت يدها بخجل وجلست معهما ...

-ألم تنتهيا من العمل بعد يا أبي.

-رد داني فوراً( لا انتهينا عزيزتي) ثم مالبث أن أغلق المصنفات و استدار ليواجه عاصم ..

ضحك عاصم قائلاً :

-ومن قال أني انتهيت ياولد ؟لم تخبرني بعد ماهي الشروط المطلوبۃ لتوقيعهم العقد وأين هي الأرض التي سيبنى عليها المشروع .

بادله ابتسامته وهو يتمنى أن يدق عنق هذا العجوز الشيطان...قائلاً بعد أن اغتصب ابتسامة

-لنترك شؤون العمل للعمل سيدي بالحقيقة أريد أن اخبرك بأمرٍ مهم .

-بشأن المشروع الجديد.

-لا بشأن حفل زواجنا أريده أن يكون بنهاية هذا الشهر لقد حادثت ميرا بهذا الموضوع ووافقت .

وكأن احدهم قد تلقى صفعة قوية ...لم تستطع ميرا كبح سعادتها شعرت بخجلٍ يزلزل كيانها على حين تنحنح عاصم على فرحة ابنته الخرقاء .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن