**(النهاية)**

12.5K 690 290
                                    


*

في المطار وأثناء الانتظار ...عاود هاتف رواد الرنين من جديد صرخت ميرا ما إن رأته هي الأخرى

-انه عماد ...انه عماد صديقه أجبه أرجوك..

وأجابه رواد وبعد أن تكلما قليلاً ليستفهم قال مخبرا إياه أنهم سيستقلون الطائرة الآن وبضع ساعات فقط تفصلهم عن الوصول إلى أرض الوطن .

ساعات قليلة مرت وكأنها دهرٌ كامل وميرا لم تكف عن فيه البكاء ، حطت الطائرة أخيراً وسط صمت قاتل مخيف من الثلاثة فلا رواد قادرٌ على التفوه بكلمة خشية أن يتأزم الوضع أكثر وتتفجر قنبلة المفاجئة الكبرى ليارا أما ميرا فتجاوزتهم لتخرج مسرعة بين الركاب تركض حتى التقت بعماد حيث كان ينتظر وصولهم .

نظرات تبادلتها معه تعكس مدى خطورة الموقف الذي يعانيه الآم زوجها في المستشفى ألقى السلام لتجيبه بهزة رأس متألمة ، رفع عماد بصره إلى تلك الفتاة ذات العيون البحرية وقال :أهلا سيدة يارا .

-أنت تعرفني يا سيد ؟؟

هز رأسه بنعم ثم التفت ناحية رواد وأردف يحدثه :

و أهلا بك سيد رواد ...عاصم. جلال.

قال عماد الاسم الكامل لرواد ببطئ شديد وهو ينظر لعينيه وذلك دب قشعريرة مخيفة في جسد يارا فعانقت كفه وكأنها تحتمي به وتحميه، وكانت طوال الطريق تحاول أن تفهم أي شيء لكن عبثاً فجميعهم صامتون ...حتى هذا الغريب الذي يعرفها كان يشرح حادثاً مأساويا لذلك المدعو داني وكيف انتشلوه من تحت أنقاض سيارته التي أصبحت كالعجينة لشدة تدحرجها من السفح و قوة ارتطامها بالأرض ،

وصمتهم حبن تسألهم كان مرعباً جداً حتى رأت نفسها في المستشفى ، طلب رواد من عماد أن يساعد أخته في الذهاب الى زوجها أما يارا فاستوقفها قليلاً ليخبرها قبل أن تدلف إلى الرواق المؤدي للعناية المشددة .

رائحة المعقمات كانت كفيلة بتحطيم أعصابها حتى قبل أن يتمسك بها رواد ويثبت نظره بعينيها التائهتين ..

أمسك وجهها بكلتا يديه وكأنه يحاول استجماع شجاعته لينطق ...ولا يعرف كيف سيبتدئ الحديث ،أخذ نفسًا عميقاً و أطلقه وقال بعدها بهدوء :

-لا بد وأن تعرفي الآن ...لكن اقسم لك أني لم أعرف سوى عندما جاءت ميرا لتخبرني .... وحينها لم أشأ أن أشتت أف ..إإ. ..

قاطعته بارتباك : رواد ما الأمر !!!.. بلا هذه المقدمات التي لم تزدني إلاا توترا أخبرني ما الذي يجري ...هل ما أفكر به صحيح ؟؟

ولم تدري لما خطر على بالها أنه داني نفسه ، شقيقها المفقود منذ عدة سنوات.ابتلع غصة بحلقه و أومئ لها موافقا قائلاً بتردد : داني، شقيقك هو زوج ميرا "

*******

أحياناً ....

يكون الصمت أعنف من الصراخ . وحقيقة أعتبرها أشد لغات العالم قسوة وظلاماً فأنت لن تعرف ما الذي يفكر به الشخص الذي أمامك ولن تدرك حتى ترى ردة فعله ، قد يكون بركاناً خامدا و يثور بأية لحظة ليفتك بك وبمن حوله.كان يتمنى الآن أن تصرخ وتضربه ..أن تشتمه على عدم إخبارها من قبل أنه يعرف أن داني على قيد الحياة ...ولكن أي حياة الآن قد يعيشها وهي قد سمعت منذ لحظات أنه على شفى حفرة من الموت ..

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن