**((38))**

5.9K 404 47
                                    

إن أردت أن تقتل أحدًا ...تملك قلبه وعقله ...سيطر على أحلامه وأيامه ....انسيه ماضيه وحاضره وبعثر مستقبله إلا منك ، دعه يعشقك حد الجنون ،أشعره أنك قطرة الماء التي لا يستطيع أن يعيش بدونها .شتته ...دعه يشعر أنك الهواء الذي يتنفسه ثم اتركه وارحل وسترى كيف سيموت ببطئ تماماً كالسمكة حينما نخرجها من الماء.

كان تفكير ميرًا منذ أن عرفت داني على حقيقته هكذا ....ضائعة مشتتة وخائفة، بلحظة خسرت كل شيء حياتها وحبيبها الذي عقدت عليه آمالاً عريضة وبنت لها معه قصراً من الأحلام وفجاة تهدم هذا القصر ،رأت نفسها وحيدة تحت الأنقاض، تريد فقط من ينتشلها من مرقدها المقيت و رواد خير من سيفعل هذا فلم يتبقى لها غير أمل أن تراه ...

بعد أن قضت ليلة من أشد الليالي اسودادًا ارتدت قميصاً قطنياً خفيفاً ابيض اللون فرواد يحب اللون الأبيض كثيراً ....ودائما ما كان يخبرها أن الابيض يليق جداً بها .. وبنطالاً من الجينز الأزرق الغامق وعقدت شعرها ووضعت بعضا من مساحيق التجميل لتخفي الشحوب والارهاق الذي غطى ملامح وجهها.

خرجت من الفندق و اوقفت سيارة اجرى لتذهب إلى معهد الرقص فأغلب ظنها أنه قد يكون هناك بهذه الساعة ،اعطت ورقة العنوان للسائق واسندت رأسها على مقعد السيارة الجلدي تنظر عبر النافذة لترى مدينة الحب ....باريس.

وأي حب الآن أعيشه يا مدينة الحب !!! ثم ضحكت بمرارة على ما آل اليه وضعها .

" أتعلمين ....سوف آخذك إلى هناك سنمشيها شارعًا شارعاً وأنا أحتضن كفك الرقيق بين يدي ....سأركض معك بشارع الشانزليزية وآخذك إلى متحف اللوفر لتري لوحة الموناليزا على حقيقتها .

-آوه وسام .....لا أحب لوحة الموناليزا فهي جامدة أنا أحب الحياة والالوان ..أحب الفرح أود لو نذهب إلى كوريا مارأيك ....او الصين ...يالهي كم أعشق اولائك البشر ذوي العيون الصغيرة الممطوطة "

-ممطوطة ! ماهذا التعبير الفصيح .

تعالت ضحكته ثم رماها بالوسادة قائلا:ً

أودد لو تذهبين الآن إلى المطبخ لتعدي طعام العشاء لزوجك وبعدها سنناقش أمر السفر ياصاحبة العيون الممطوطة " .

-وصلنا آنستي .

قالها السائق لينتشلها من ماض جميل دغدغ قلبها الجريح ، عدلت من وضع نظارتها السوداء قبل أن تنقد السائق نقوده وتترجل بعدها من السيارة رافعة نظرها لهذا المبنى الضخم الذي تمتد أمامه حديقة زهور جميلة جدا ..

-يالهي ....بقي أن استطيع التفاهم معهم واسأل عن رواد !!.

كانت بالنسبة لها اللغة الفرنسية صعبة مقيتة لا تفقه فيها حرفاً فتكتفي بالاشارة إلى ماتريده أو حتى التحدث بالانجليزية وهذا طبعاً إن رأت من يتحدث بها هنا لذلك اعتمدت على المترجم الفوري في تعاملها مع من حولها إن استعصى عليها أمراً

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن