**((43))**

6.6K 410 55
                                    

على الرغم من أن عماد كان يود أن يبقى ذلك العاصم على قيد الحياة ليخلد في المؤبد بعقوبات لا تنتهي وكم كان يتمنى أن يسمع صراخه وسط التعذيب إلا أن جرائمه وأوراقه التي اكتشفت في التحقيق كانت كافية لجعل القاضي يصدر قرار إعدامه و يوقع على صك موته بيديه ،وهل يوجد جرائم ابشع من القتل وتهريب المخدرات والإتجار بها ؟!

غادر مبنى المحكمة بابتسامة طفيفة و أخرج هاتفه مجددا ليتصل برواد .. عاود الهاتف الرنين من جديد زفرت ضيقا من إلحاح هذا المتصل حتى تنبهت أخيراً إلى أن الرقم من بلدها!! شعرت بخطبٍ ما وقلبها الان بدأ يدق باضطراب ، وكان العرض قد وشك على الانتهاء ، خرجت من مكانها فورًا لتجيب ...وصدر صوت رجل قال فوًرا :

-الو ....سيد رواد!!

-لا رواد يقدم عرضا الآن من أنت .

-أنا الضابط عماد السيد أريد محادثة رواد لأمر ضروري جدا.

عماد!!!....إنه عماد عرفته وتوترت فجأة ملامحها ليعاود صوته الظهور من جديد...

-آنستي هل انت معي ؟

-عماد !!!... أنا ميرا مالذي تريده من أخي ؟

- ميرا .. كنت أريد محادثتك بأمر هام .

قطعت حديثه فورا: إن كنت مرسالاً من ذاك الكاذب فلا تتعب نفسك "

احتقن وجهه غضباً ضرب باب سيارته ثم جلس فيها وصرخ : إسمعيني ياأمرأة لست مرسالاً من أحد أريد أن أخبرك بأن زوجك بحاجة ماسة إليك، إنه معلق بين الحياة والموت ....بعثت إليك بمئة رسالة ولم تجيبي .

-هل هذه لعبة جديدة منكما أم ماذا ؟؟

-لعبة !!!! أي لعبة تتحدثين عنها. إن داني الآن ملقى في المستشفى يحتضر وتقولين لعبة! أي زوجة انتِ ؟؟.

وهل نستطيع الآن أن نفسر ملامح الصدمة التي اعتلت وجهها - ماذا ....مالذي تقوله لا تكذب علي "

قالتها بصوت خافت متهدج ليعاود صراخه ...

- ميرااا ...ميرا اقسم لك أني لست اكذب لقد وقعت سيارته من حافة الوادي عندما كان بمطاردة مع عاصم وهو الآن إ بغيبوبة منذ إسبوعبن ..

زفر بقوة ثم اخفض صوته وتكلم بهدوء شديد : رجاءا ً إنسي الماضي ...تعالي ، أحضري اخته معك والتقفي بجانب زوجك...إنه بحاجة إليكما الآن.

أغلقت عينيها بقوة تحاول كبح سيل الدموع التي انسكبت لكن دون فائدة .اقفلت الهاتف بوجهه بيدين ترتعشان و سمعت تصفيق الجمهور الحاد الذي خرج من داخل القاعة وكأنهم يقرعون طبول الموت على جسدها الهش !

انحنى اعضاء الفرقة لتحية الجمهور و ميرا ركضت لتدخل خلف الكواليس ... اجتازت جموع من الناس ممسكة بطنها الذي بدأت تشعر بتشنجات حادة فيه وصار أعضاء الفرقة يدخلون وهي تبحث بهستيريا عن رواد تمتمات وصراخ فرح مختلط بلغة لم تفهما ولم تفقه فيها حرفاً ...أصبحت الآن مغيبة بعالمٍ غريب

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن