**((40))**

5.8K 399 41
                                    

أنهى مكالمته بعد أن أخبره الطبيب المسؤول عن حالة داني أنه يريده لأمر مهم ،انتشل سترته ليخرج من فوره من المنزل دون أن يأبه لشعره المبعثر وهيئته المزرية لشدة الإرهاق.

كان يقود بسرعة جنونية ليصل على المستشفى التي يرقد بها داني الآن ، وبلهفة صعد تلك الدرجات القليلة وصار يمشس مسرعا في ذلك الرواق الطويل كريه الرائحة....لطالما كره المستشفيات ورائحتها منذ صغره ولكن حظه دائمًا ما يجبره على ارتيادها .

إلتف إلى الرواق الذي يقضي لغرفة العناية المركزة أخذ نفساً عميقًا وهو يشعر بانقباضة قوية في قلبه ..

داني صديقه وشريكه أصبح الآن مجرد راقد على سرير أبيض يتنفس بهدوء وانتظام ...

هل هذا الذي يراه الآن أمامه هو صديقه !! لم يستطع التصديق بعد، وكم شعر بأنه سخيف بالنسبة للحياة التي قالت له بكل بساطة واستهزاء :

حرمتك من كل كل شيء...ومازال باستطاعتي أن آخذ صديقك إلى غير رجعة كما أخذت عائلتك سابقاً ...وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة مع صديقه .

داني الآن غائب عن الدنيا ومافيها يسبح بعالمه الخاص ولا يسمع من غرفته سوى أصوات الصفير للأجهزة المتصلة بجسده ، وكأنه استحال لكائن فضائي غريب الهيئة ، بقي يحدق من خلف الزجاج يراقب بقايا صديقه، إرتجاج في الدماغ مع كسور في قفصه الصدري ومناطق متفرقة في جسده ناهبك عن الرصاصة التي تلقاها في كتفه، كانت كفيله بجعله مجرد شبيه إنسان محطم على السرير .

حتى بعد أن سأل عماد الطبيب عن حاله وتأكد من أنه ميت سريرياً إلا أنه تمسك بأملٍ طفيف جدًا بأن يعيش...إن الله سبحانه قادرٌ على كل شيء...

لكم تمنى الآن وهو ينظر إلى صديقه الذي يقف على حافة الموت أن يستطيع العثور على عاصم .

عاصم ...إسم اصبح بالنسبة لعماد مقترنًا باسم الشيطان ... يقولون أنه في سلك الشرطة يجب أن تبتعد عن الخلافات الشخصية وألا تجعلها تؤثر على عملك ..ولكنه الآن مستعد بأن يدمر كل شيء وحتى بمستقبله في سبيل الإنتقام لصديقه.

*****

وخرج مساءاً من مكتب الطببب كما دخل ،

أو كما كان يدخل ويخرج منذ أسبوعٍ أو أكثر ....

لم يتحسن داني ولن يتحسن في الوقت القريب

نحن نطيل عذابه بلا داع ...فلا استجابة منه ولو حتى تحسنٌ طفيف يجعلنا نتمسك بأمل لنجااته...أنا آسف يا سيادة الضابط إن بقي الوضع على حاله فبضعة ﻹيام أخرى سنضطر أسفين على فصل الاجهزة الطبية عنه ليرقد بسلام بعدها"

كلماتٌ كان وقعها كالصاعقة عليه ...داني سيموت !! طبعاً لن يسمح لطبيب أحمق بأن يسلب روح أعز إنسان على قلبه ويفصل الأجهزة التي تعطيه ولو أملاً واحداً بالمئة لشفائه ...

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن