**((18))**

7.3K 513 48
                                    

******

خرجت من منزلها بهدوء كيلا يشعران ثم هبطت درجات السلم وتوقفت أمام مدخل العمارة تستنشق هواء الليل البارد المنعش قبل أن تلتفت يمينًا و تتجول قليلا بشوارع باريس المضائة ليلًا و المليئة بالحيوية والنشاط

- يبدو أنها مدينة لاتنام "

قالت ذلك لنفسها ونسيت أمر الأحمقين الذين بدآ فعلاً يوترانها وشردت بواجهات المحال التجارية ، اشترت لنفسها القليل من الفستق تأكله أثناء مشيها حتى انحرفت عن الشارع الرئيسي و توغلت أكثر بين الازقة والطرقات التي ازدادت عتمتها .

قادتها قدماها لمكان خالٍ تقريبًا من الناس

الجو أصبح معتماً جداً إلا من ضوء مصباح هذا الزقاق الضيق والطويل .. تلفتت حولها علها تتذكر من أين أتت ولكن عبثا ...لقد ضلت الطريق فعليًا .

خرجت من زقاق لآخر ولكن الوضع لم يتغير ؛ بل بات أسوء مما كان من بعيد لمحت أضواء خافته تخرج من أحد الأبنية ..اقتربت منه بشكل تلقائي وقرأت الاافتة لتفاجئ بأنه ملهى ليلي .

-اووه هذا ماكان ينقصني...سحقاً لكما من أحمقين لتضعاني بهذا الموقف ،ماالذي سأفعله الان ؟

انشغل رواد بثرثرته مع لويس حتى نسيا أمر تلك الفتاة التي احتلا منزلها ثم ما لبث لويس أن تسائل وهو يجول ببصره أرجاء الحجرة

-ولكن أين يارا ..لم ألحظها منذ فترة .

دارت عينا رواد كذلك في الأرجاء وهب واقفاً

-فعلاً...أين هي تلك المجنونة؟

تفرقا يبحثان عنها فتوجه رواد أولا إلى الحمام طرق بابه عدة مرات ولكن ما من مجيب.

توجه لويس بدوره إلى المطبخ يناديها وبعدها على الحجرة الأخرى مباشرة وهو يصيح باسمها ولكنه توقف عندما أمسك به رواد مبعدًا إياه وقال:

لا ترهق نفسك أنا سأبحث، وفعلًا دخل رواد ولكن لاأثر لها باي مكان، خرج حانقا مغتاظا وقال...

-يالهذه البلهاء أين تظن نفسها هاربة بهذا الوقت المتأخر من الليل !!

وقف لويس مشدوهاً وصار يضحك بقوة ويصفق بيديه على هذا الموقف الذي وضعتهما فيه وقال بخبث:

-لقد هربت الأميرة التي نتنازع عليها ياصديقي .

حدق رواد فيه بغضب وكاد أن يزين وجهه بلكمة لولا تمالك نفسه، فلا وقت الآن لشجارهما...و خرج ليبحث عنها...لحق به لويس وهو يحاول أن يتصل بها ولكن عبثاً ... فالهاتف كان خارج نطاق التغطية .

سأذهب للجهة الشرقية واذهب أنت الناحية الاخرى لعلها ضلت الطريق" قالها لويس قبل أن يستقل سيارته وينطلق باحثا عنها

************

...يا إلهي ماذا سأفعل الان ؟!!

حاولت يارا الإبتعاد عن الملهى قدر مااستطاعت وقد اضطربت فعلياًوشعرت بنبضات قلبها تتراقص بداخل قفصها الصدري؛ وخاصة بعد ان رأت بعض السكارى يترنحون في هذا الزقاق المعتم الضيق .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن