**((30))**

7K 437 41
                                    

الكلمات تموت أمام الرقص....

فهو أصدق تجربة يعيشها الإنسان أو يمر بها في حياته ، فمنذ أقدم العصور ارتبطت مفاهيم البشر بالرقص للتعبير عما قد يعتريهم من ألم ، فرح و حزن حتى أن بعض المعتقدات الوثنية قديما كانت تقوم على الرقص بحركاتها ...فمثلا أثناء تقديمهم القرابين للآلهة قديما كان البشر يقومون بحركات راقصة لكي تتقبل منهم هذا القربان..

وتطورت الحياة وتطور معها مفهوم الرقص للإنسان فنحن نرقص أحيانا بطريقة فطرية عندما نكون سعداء فنتمايل ، نقفز أو ندور ، ... حتى أثناء حزننا وجزعنا نقوم ببعض الحركات كضرب الرؤوس أو الإنحناء واللطم والتي تعتبر كذالك نوعا من أنواع الرقص التعبيرية فهي تترجم ماقد يشعر به الإنسان..

الأطفال ومنذ سنواتهم الأولى ماإن يسمعوا لحنا ، يتحرك جسدهم بتلقائية وكأنها فطرة قد فطر الإنسان عليها .

اختلفت الرقصات وتنوعت لدى الشعوب ، تطورت بتطوره لكن أصدقها وأجملها هو الباليه ...حركاته مبنية على الإحساس وضبط حركات الجسد مع الإيقاع ،تسمو فيه العواطف والأحاسيس لتصبح الروح شفافة نقية ويظهر ذالك جليًا إذا وصل الراقص لهذا اليقين والمستوى المتمكن.

كانت التدريبات تشتد يوماً بعد آخر لاقتراب موعد العرض وموعد انتهاء بعثة الدراسة المقررة لها .

تقنياتها تطورت واحساسها تضاعف والفضل يعود بذلك الى رواد أولاً ثم إلى لويس..

هذان الشابان اللذين أحباها بصدق فقدما لها كل مهارتهما وشغفهما لتدريبها ...خصاها باهتمام شديد لترى أنها الراقصة الأساسية لهذا العرض الذي قضت سنوات عمرها تحلم به ...أن ترقص بدارالاوبرا في فرنسا إنه لأمر عظيم على فتاة فقيرة تعلمت خطوات الباليه الأولى في مدرسة اشد ما يقال انها ذات درجة ثالثة !!

في ذلك اليوم الذي تحدث به رواد الى لويس قام بكل هدوء من مكانه وسط نظرات رواد إليه ..

خرج من القاعة ومشى طويلاً ...ساعتان ولربما ثلاث يمشي تحت ضوء القمر الذي لم يزد الليل إلا اسوداداً في عينيه ،نجوم السماء كانت تتلئلئ ولكن نورها لم يصل إلى قلبه المعتم ...لقد أحبها بصدق ، إنها أول حب حقيقي طاهر نقي يشعر به في أعماقه ...

فهذه المرة الأولى التي يحب بها دون أن يلمس حبيبته ..كلما ابتعدت عنه كلما تعلق بها أكثر ولكن هذه هي الحياة نحن لا نحصل على كل ما نتمناه .

كانت يارا بالنسبة له نجمة ساطعة صعب الوصول اليها ...مهما حلقت وارتفعت في السماء لتيقنك أنها قريبه تفاجئ بأنه عليك الارتفاع أكثر ظنا منك أنك ستظفر بها ولكن هيهات... حينما تعرف أنك وصلت ستفاجئ بأنك كنت تلحق سرابًا ليس إلا ، فتلك النجوم التي نراها في السماء ماهي لا ضوء قد كان مكانه نجمة منذ ملايين السنين .

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن