**((27))**

7.3K 484 72
                                    

بعد هذه السنين الطويلة والشاقة لكليهما ...عاد الأمن يتسلل إلى قلبيهما وعادت تلك النبضات العاشقة تتدفق لتشعرهما بالهدوء والسكينة...

دخلت شقتها وأغلقت الباب ، تنهدت واستندت عليه وابتسمت دامعة العينين وهي تتلمس مكان قلبها لتهدئ من ضرباته المضطربة وشعرت بأنه سيخترق صدرها ليتمرد بأي لحظة ليطير عالياً، بكت ولكن هذه المرة دموعها كانت دموع فرح ..عكس كل تلك المرات التي بكت فيها سابقًا بسببه.

طرقات على بابها انتفض جسدها منها وفتحت لتراه واقفاً أمامها مستندا بيده على الحائط :

-أوتتركينني وحيداً بهذه الساعة خارجاً"

ضحكت على كلماته ثم مالبثت أن قالت له بتهكم :

- إن لم تدخل لشقتك الآن أيها السيد سأغير رأيي ولن أغفر لك ، هيا فلدينا غداً تدريبات شاقة "

رفع يديه باستسلام ثم انصاع لها :

-حسناً سأغادر ...ولكنك تظلمينني كثيراً صدقا "

-هيا هيا بدون أية كلمة أخرى .

قالتها و أغلقت الباب بوجهه..ثم خطت إلى الداخل ولم تجلس على الأريكة حتى عاود يطرق بابها مجددا:

ضكت بقوة وقد أيقنت أنها لن تنام اليوم بسبب جنونه وفتحت الباب له تود أن تصرخ فيه ولكنه وضع كيس الشوكولاه بوجهها قائلا:

-نسيتي الشوكولا خاصتك انستي الرقيقة.

حدجته بنظرة قوية وهي تنتشل الكيس من بين يديه وتغلق الباب متمتمة (( مجنون ))

دخلت واستلقت على الأريكة تريح جسدها ثم حملت كيس الشوكولا وبدأت تأكل منه وهي تبتسم وتتذكر تلك الأبيات الشعرية التي قالها لها هذه الليلة.

دخل رواد بدوره إلى شقته رمى بجسده على السرير مغمضاً عينيه يتنفس بعمق ، ارتاح أخيراً..

حمل ثقيل انزاح عن كاهله عندما سامحته. .طال انتظاره لتغفر له وهاهي قد غفرت الليلة ..بل واصبحت ملكه الليلة عاد إليه نبض قلبه ...الليلة عاد لاحتساب الزمن الذي توقف عنده منذ ذلك الحادث ...الليلة فقط عاد لرواد القديم الحي...

كان يعرف انه لن يستطيع النوم لذلك نهض من مكانه إتجه إلى الشرفة وألقى نظرة لشرفتها...وابتسم

الانوار مازالت مشتعلة لم تنم بعد" قالها وقد قرر أن يذهب اليها مجددًا ...لم يعد يقوى على مفارقتها ولو بقي طوال الليل يثرثر أمام باب منزلها فلن يتردد..هناك الكثير بعد لم يخبرها به ...هناك مئات الابيات التي حفظها لنزار قباني ليلقيها على مسامعها فقط. .

فتح الباب ليخرج ولكنه تفاجأ بشخص ينحني أمام بابها. ركض باتجاهه وامسكه من ياقة قميصه ...

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن