**(( 9 ))**

9.1K 576 40
                                    

منذ أيامٍ مضت..

-يارا .... اسمعي

-انتظر قليلا لأنهي مسح الأرضية قبل أن توبخني سيدة سهير

-اتركي تلك الممسحة أيتها البلهاء حالاً.

تبسم لها وهو يشغّل الأسطوانة لتمتلئ القاعة بهذه النغمة الجميلة التي تسربت لقلبها.

دقائق صمتٍ مرت عليها وقد شعرت أنها انسابت من هذا العالم لتسبح بمكانٍ أخر وإحساس جميل دغدغ قلبها برقة حتى قالت أخيراً.

- إنها جميلة ،بل رائعة ، مااسمها.

-هذه معزوفة بحيرة البجع لتشايكوفسكي .

نظرت ببلاهة له وتلعثمت باسمه: َمن ؟ تشاركوووسيكي

قهقه عالياً على سذاجتها : ياإلهي كم أنت متخلفة يارا تدرسين الباليه منذ سنوات ولا تعرفين المعزوفة ، أي مدرسة غبية تلك التي انتسبتي إليها.

شعرت بالحنق منه ولأول مرة تلتمس الفارق الكبير بينهما فقالت له غاضبة وقد ألقت الممسحة من يدها بقوة لترتطم على الأرضية الخشبية مصدرةً صوتاً عالياً .

-أتظنني أملك أموالاً طائلةً كعائلتك لكي ألتحق بأفخم المعاهد أنا مجرد خادمة وضيعة هنا إن كنت قد نسيت وجيد جداً أني استطعت الاستمرار على الرغم من حالة أهلي المادية التعيسة .

واشاحت بوجهها عنه ،حملت دلو الماء وهمت بالمغادرة لولا أمسك كفها و تدارك خطأه .

- لم اقصد هذا سامحيني ، الذي عنيته فقط أن هذه من المعزوفات الكلاسيكية الشهيرة التي اشتهر بها الباليه صدقاً لم اقصد شيئاً آخر . أنا آسف...

مطت شفتيها قائلة : لا بأس سامحتك .

- اسمه تشايكوفسكي مؤلف هذه المعزوفة وقصتها جميلة جداً بالمناسبة.

-حقاً .

-نعم ....أتريدين أن أقصها عليكي.

-بالتأكيد..

وجلسا على الأرض تستمع لقصته التي بدأ يرويها..

بطلها الأمير سيجفريد الذي ذهب في يوم ما ليصطاد فرآى مكانا هادئ قرب البحيرة التي كانت تطفو على سطحها البجعات بعذوبة. وبينما كان يتابعها ببصره، وقع نظره على بجعة جميلة على رأسها تاج.. ومع حلول الغروب، تحولت البجعة ذات التاج إلى أجمل فتاة شاهدها في حياته وكان اسمها أوديت ملكة البجع....

وأخبرها عن تلك القصة التي سحرتها بشكل لايوصف.

قصة بحيرة البجع لتشايكوفسكي .

*******

دمعت عيناها لحظة تذكرها القصة التي رواها لها بذلك اليوم والآن وبانتظار دخوله ليتدربان ... شغلت الأسطوانة وبدأت الموسيقى بالعزف وبدأ شعورها العذب يتراقص مع بحيرة البجع من جديد..

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن