الفصل الثاني: ذلك الغريب

725 74 336
                                    

     أخرجت كشافي وبدأت السير في المكان، هي تبدو كغابة في الظلام، لكنها جميلة جداً في وضح النهار. اعتدت أن آتي إلى هنا منذ أن كنت في الخامسة، لكنني توقفت عن القدوم إلى هنا منذ ما يزيد عن عشر سنوات تقريباً، لم آت إلى هنا منذ ذلك الحين.

بدأت أدندن حتى لا أشعر بالملل حين أسير، كان هناك بعض نسيم الليل، يصطدم بوجهي لينعش جوفي. كان المكان هادئا، وكأن شيئا لم يحدث، سماء الليل صافية ويختبئ بدرها بين غصون الأشجار. شعرت بحركة ما حولي فأشهرت سلاحي، وجدت أن مصدرها هو أحد تلك الجثث، أطلقت عليها النار وتخطيتها.

"I'm a baby night owl in my nest, happy at my home, takin' a rest"

بدأت أدندن قليلا تلك الأغاني التي تستمع إليها آشلي، في الحقيقة أنا أحب تلك الأغاني.

وصلت إلى مكان خال، أطفأت كشافي وإعتمدت على ضوء القمر المكتمل، وجدت حقيبة ملقاة في وسط العشب، أثار هذا ريبتي، ولكن لا مشكلة من المجازفة من أجل آشلي.

إقتربت من الحقيبة ببطء، بينما كنت ألتفت حولي، وصلت إلى الحقيبة، هي مهترئة بعض الشيء، ولكن قد أجد بها ما أحتاج.

فتحت الحقيبة وبدأت البحث، وبعد دقائق قليلة وجدت مضادا للسعال، حظي تبسم لي، بطريقة مريبة بعض الشيء.

     - سآخذ فقط القليل، أقسم أنني سأعيدها..
قلت في نفسي. شعرت بشيء ما خلفي، لا ليس أحد تلك الجثث، لأنه لو كان أحدهم لأخرج ذلك الصوت المقزز وقام بعضي، نهضت ببطء وأطلقت العنان لقدماي راكضة، ولكنه أمسك بشعري وسحبني إليه.

     - أرجوك، إتركني. شقيقتي بحاجة إليه...
قلت مغمضة عيناي وصارخة بأعلى ما عندي من صوت.

     - ماذا كنت تريدين؟!
قال بصوت أدخل الرعب في قلبي.

     - أقسم أنني بحاجة إلى هذا الدواء، سأعيده إليك وحالا، فقط إتركني أذهب، شقيقتي مصابة بسعال حاد وتحتاجه بشدة.. أنها تنتظرني في الكوخ هناك.. أرجوك!!
قلت بينما أجهشت بالبكاء، لم أستطع كتم دموعي، يسحبني من معصمي.

     - اتركني! اتركني! أرجوك!
قلت بين صرخات وبكاء، كنت أحاول التملص من بين يديه، ولكنهما كانتا قويتين.

     - لن تذهبي إلى أي مكان.. أتفهمين ما أقول؟
قال بينما نظر إلي، ملامحه لا تزال مظلمة رغم ضوء القمر، يقف معاكسا للضوء، لذا كان من الصعب رؤيته بشكل جيد، ولكنني لاحظت عيناه الزرقاوتان مثل عمق المحيط.

     - أتوسل إليك بأغلى شيء لديك.. أريد العودة إلى شقيقتي وصديقتي، أريد العودة إليهم، هما ما تبقيا لي من هذا العالم..
قلت بينما جثوت على الأرض، هو لا يزال يمسك بيداي. أخذ حقيبته وبدأ في السير، ولا يزال يسحبني خلفه بلا رحمة. عضضته في يده ثم ركضت، بدأ يلاحقني بسرعة أشعرتني بأنني في فيلم رعب، تمكن من امساكي فشعرت بأنها نهايتي.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن