الفصل الثاني والعشرون: رجل الحانة

228 21 16
                                    

     بدأ داريل قيادة السيارة إلى منزلي بحسب ارشاداتي له، بعد دقائق وصلنا إلى المنزل. خرجت من السيارة، إتجهنا إلى داخل المبنى، لم يكن المكان مختلفاً تماماً، تقريباً مثلما تركته، فقط بعض الزروع المتسلقة على الجدران، وآثار عوامل التعرية. صعدت على الدرج، متخطية أثر السائر المتحلل على الأرض.

أمسكت بمقبض الباب، أدرته ثم فتحته، كان المكان مثلما تركته سابقاً، فقط بعض الأشياء المبعثرة هنا وهناك، ولكنه كما عهدته. وددت لو أعانق جدرانه.

     داريل:

     ركضت إلى الداخل كطفلة ترتمي في أحضان والديها، تبعتها إلى الداخل، أنزلت حقيبتها عن ظهرها فأمسكتها، وباشرت بفتح النوافذ والستائر، أدخلت الضوء إلى غرفة المعيشة.

     - هل أعد لك شيئا لتأكله؟

     - أظن أنه لا يوجد..

     - لا تقلق، المعكرونة طويلة الصلاحية، سأعد القليل منها..
قاطعتني بينما رمت حقيبتها على الأريكة. جلست بجانب حقيبتها أنتظر إنتهائها، أنظر إليها وهي تتنقل في المطبخ بسعادة.

     - هل تسمحين لي..

     - إذهب إلى أين ما شئت، إعتبره منزلك!
قاطعتني مرة أخرى، ابتسمت بينما تقوم بإشعال الموقد.

     - أوه، حسناً..
نهضت عن الأريكة، أخذت بضع خطوات بإتجاه خزانة قصيرة، وضعت عليها مجموعة من البراويز، كانت صورا لعائلتها الصغيرة، عندما كانت سعيدة.

يارا بدت جميلة جداً في صورها، ترتدي الفساتين الملونة، تضع ربطات الشعر وتنزل غرتها القصيرة على عينها اليمنى، بينما انسدل شعرها الداجي على أكتافها الصغيرة. تظهر نواجذها في كل صورة، إحداها صورة كانت قد فقدت فيها سنها الأمامي العلوي، وتحمله بين أصابعها الصغيرة. وأخرى كانت ما زالت تتعلم المشي فيها، تحاول الوصول لأحضان والدتها بينما وثق والدها هذه اللحظة اللطيفة.

وأخرى لها في عامها العاشر، تحمل بين يديها نسخة رضيعة من آشلي التي كانت نائمة في حضنها، بينما تبتسم يارا وقد خرجت سعادتها على وجهها. وصورة أخرى لها في رشدها برفقة أصدقاءها، يحملون كأساً قد فازوا بها في مسابقة ما، كانوا يرتدون أزياء زهرية وأطواق زهور حول رؤوسهم.

تركت الخزانة وإتجهت إلى داخل الشقة قليلا، هي هادئة نوعا ما، مشيت عبر البهو، نحو غرفة متوسطة المساحة.

بدت لي أنها غرفة يارا؛ فلقد ملأتها ببوسترات موسيقية وأشياء أخرى لها علاقة بالموسيقى. ولكن كان هناك دفتر ملقى بالأرض، إلتقطته عن الأرض، وجدت به رسوم وكلمات، وعلى ما يبدو لي أن يارا لديها هواية سرية.

بعد عدة دقائق من التقليب بين الصفحات، نادت يارا إلي لتناول الطعام. إتجهت نحو غرفة الجلوس مجدداً، جلست على الأريكة واضعا الدفتر بجانبي بينما أحضرت يارا طبقين من المعكرونة.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن