- يارا؟..
سمعت صوتها الذي بإمكاني تمييزه من بين ملايين الأصوات.
- أمي؟ هل عدت؟
- أجل عزيزتي، أنا هنا، ووالدك أيضا هنا، لقد عدنا لبعضنا، رأينا أنك بحاجة إلى أن نكون بجانبك..
- ولكن كيف وصلتما إلى هنا؟ الطريق مليء بالسائرين..
- تحملنا العقبات من أجلك صغيرتي..
- وأين آشلي؟
- إنها بالأسفل، تتناول فطورها مع والدك.. هيا إنهضي عن الفراش أيتها الكسولة!
تزحزحت عن الفراش قليلاً، نهضت عنه وإتجهت نحو الباب، كادت تطأ قدمي خلاله لولا رأيت الهاوية أمامي، هاوية سوداء معتمة، استدرت نحو أمي، التي بدأت تتحول، تتحول إلى شكل غريب يقبض القلوب رعبا ورهبة.
- إدخلي!!
صاح بي ذلك الكائن الغريب ذو الصوت القوي.
- لن أفعل!
أردفت، فدفعني إلى داخل الباب. تشبثت بالعتبة، فصار يدعس أصابعي بقدميه الكبيرتين، إلى أن تكسرت وإنقطعت عن كفاي، تهاويت عن الباب، وأراه وهو يغلقه، ينظر إلي بعيونه الجاحظة، أسقط في الظلام الحالك، ثم أرتطم بالأرض وتتهشم عظامي، فقط الألم هو ما يحيط بي.
إستيقظت فزعة إثر قوة الإصطدام، لقد كان كابوسا كريها، لطالما راودني منذ مغادرة والداي، شعوري بعدم الأمان، الذي يتردد من حين لآخر، يأتي بهذا الكابوس معه.
- هل راودك ذلك الكابوس مجدداً؟
سألت إيلينا ملتفتة إلي.
- ياه، لقد فعل..
أردفت فاركة عيناي محاولة الإستيقاظ. نظرت عبر النافذة، كل شيء يبدو مسالما، إلى حد ما.
- ما هي وجهتنا؟
سألت.
- أولا سنتوقف عند أية محطة لتعبئة السيارة بالوقود، ثم سنبحث عن أي شخص في طريقنا ليساعدنا..
أجاب هينري.
- كان بإمكانك إنتظار مجموعة ريك، على فكرة يعني..
تمتمت. وبعد دقائق معدودة، عبرنا بجانب لافتة.
- وودبري.. 5 كيلومترات.. أظن أننا قريبون من مدينة ما..
قلت.
- ألا يوجد شيء لتناوله؟
سأل هينري، فأخذت أبحث في حقيبتي.
- هناك كوكيز.. ليس كثيراً.. هناك قطعتان فقط..
أعطيت إيلينا واحدة فإقتسمتها مع هينري، بينما تركت الأخرى لآشا.
عبثت بداخل حقيبتي أكثر فوجدت قهوة معلبة، فتحتها وبدأت في تناولها. جلست أحدق خارج النافذة بينما أرتشف القهوة، بإمكاني رؤية السائرين يترنحون على جانب الطريق. هبت نسمة صباحية سرت باردة داخل شراييني عبر فاهي المفتوح.
أنت تقرأ
الكائن الجميل | Sweet Creature
Fanfiction"لقد اعدتني إلى المنزل." جميعنا لدينا ماض مؤلم، لكن كائني الجميل كان مختلفا. لقد تحمل الكثير، واجه الكثير وحده، فقد الكثير أيضا، جرح وتكسر، تألم وبكى وحده، ترك في الخلف. لكنه انتصب على ساقيه، بكل الحب الذي بقي في داخله، صمد أمام الصعاب، تصدى لخوفه و...
