الفصل الأربعون: أمسك يدي.

211 11 84
                                    

"أردت ترك شيء يذكرني بك قبل موتي، أردت أن تكون تلك الروح ذكرى بيننا.."

كنت أتأوه، ولكن وجودهم حولي جعل مني أقوى.

"لا تقولي هذا، أرجوك.. أنت ستكونين بخير"

كان يحف وجهي بين كفيه، يمسح على رأسي، ودموعه تساقط على وجنتي.

"لا تبك، داريل. سنكون معا يوما ما.."

أمسكت بيده بقوة.

"لا تذهبي، أرجوك.."

"وكأننا نعيد تشغيل الشريط.. اعتني بآشا، لا تدع مكروها يحدث لها، إنها الجزء الوحيد المتبقي مني.."

"لا، يارا، لا.. هذا لا يحدث.."

كان يترنح كالمجنون، يبكي ويرتعش.

"بلى إنه يحدث، داريل. كان من الجيد أن تكون جزءا من حياتي.. أنا أحبك، داريل. هل ستبقى تحبني بعد ذلك؟.. هل سأكون لك للأبد؟"

وضعت يدي المملوءة بالدماء على جانب وجنته، اختلط الدماء بدموعه الغزيرة.

"أرجوك، لا تقولي هذا.. لا تغادري، أنا أحبك.."

كان يقبل يدي بعنف.

"ألا تثق بي؟.. سأبقى معك، أشاهدك أينما أنت، سأنظر إليك من السماء.."

"لا تفعلي هذا.. أرجوك.."

ابتسمت له، تخالط الماء بالدماء، عيناي مغشيتان إثر بكائي، بينما ترك آثار كفه المليء بالدماء على وجهي.

"لا، لا، لا تنظري إلي بهذه النظرة، لا تفعليها، أنت تجعلينني أقع لها كل مرة.."

"تذكرني في كل نفس يخرج من رئتيك، في كل ضحكة بين شفتيك، في كل دمعة تنزل على وجنتيك، في كل خطوة تخطوها ورمشة ترمشها. تذكرني عندما ارحل عن عالمنا الصغير، تذكرني في كل ما لا يجب ان يفنى، تذكرني عندما تستيقظ وقبل ان تنام، عند نزول المطر وعند إزهار الربيع، فقط تذكرني، قبل أن أرحل..

لقد كنت حبي الحقيقي، داريل.. ولكن حان وقتي لأرحل.. سأظل أعود إلى هنا، ولكنها علامة على حيان وقتي.. سررت بوجودي معك.

أردت أن أترك لك هذه.. إنها القلادة التي اعطيتها لآشا في المخيم، وكنت تعلم أنها ستعطيني إياها. إنها مخلوطة بدمائي، لا تغسلها، لا تدفنها معي، أبق روحي معك.. والخاتم، خذيه يا آش، ارتديه في يدك دائما، حتى نبقى معا.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن