الفصل الثامن والعشرون: وعد قطعته على روحي.

214 21 15
                                    

     مضت مدة أسبوع على بقائنا هنا في المأوى، من التنظيف إلى المسح ومنه إلى أعمال المطبخ ثم غسيل الأطباق ثم تعاد هذه الدائرة مجدداً. هذا كله بالإضافة إلى الإهانة المستفزة، التعذيب النفسي، والاستيقاظ على تلك الأغنية المفزعة اللعينة، التي أصبحت أدندنها عن خارج إرادتي.

سئمت هذا كله، كل الجروح في جسدي، كل الألم في داخلي، كل هذه الإهانات وكل هذا الضرب، سئمته كله. اجتمعت بداريل في راحة الغداء، جلس أمامي على الطاولة، واضعا طبقه عليها.

     - سنهرب..

     - نعم؟.. داريل؟ يعم إنت بتهزر يعم؟..

     - لا أفهم ما تقولينه الآن ولكن أنا أعني ما أقول..

     - كيف؟.. أعني.. الحراس، رجال نيجان، كل هذا-

     - أعلم ذلك.. لقد حفظت المداخل والمخارج، جميعها..

     - هذا جيد.. ولكن ماذا عن الرجال؟

     - لدينا شخص سيساعدنا..

     - من؟ لا يوجد أحد نعرفه هنا سوى إيلينا اللعينة..

     - جيسس، صديق من الخارج.. ودوايت سيؤمن طريقنا..

     - تمزح مرة أخرى؟ دوايت، الذي أراد قتلك بشدة؟!

     - لا، صدقيني.. إنها قصة طويلة بعض الشيء.. ولكن بإختصار، قبل عودتك إلتقيت بدوايت وزوجته، كانا يحتاجان للمساعدة، ولقد اعنتهم..

     - وماذا..

     - أخبرني بأنه لم يكن بمقدوره رفض ما يطلب منه.. ولكن ثقي بالأمر.. ثقي بي..

     - هذه المرة الثالثة التي تمزح فيها، داريل.. ايه الخفة اللي نازلة عليك دي؟

     - ثقي بي، لدينا المفاتيح والمساعدة ،سأخرجنا من هنا الليلة.. أعدك بأننا سنخرج سالمين.. ألا تثقين بي؟
أمسك بيدي ونظر إلي مباشرة، لم أقدر على التفوه بكلمة.

     - داريل.. أنا.. حسناً، أنا أثق بك..

     - حسناً.. لقاءنا في الخامسة، لا تشعري أحداً بالأمر.. وداعا للآن..

     - حسناً، داريل.. وداعاً..
قلت مبتسمة. إنتهت راحة الغداء وعاد الكل إلى عمله، أنهيت تنظيف الردهات، أصبحت الخامسة إلا دقائق.

إنها الخامسة الآن، عدت إلى زنزانتي كعادتي، خلعت تلك الملابس الرثة، ثم بقيت أراقب الردهة عبر الشباك في الباب؛ للتأكد من أحداً لا يراقبنا. وصل داريل وفتح الباب.

     - حسناً، من أين سنخرج؟..

     - ابقي صامتة، اتبعيني..
بدأنا نسير في الردهة، واحدة تلو الأخرى. وصلنا إلى إلتفافة، كدنا نعبرها ولكن أحداً قد أسقط شيئا ما وكسره، كان صوته يتعالى، أخذنا بضع خطوات للخلف. من حسن حظنا كانت توجد غرفة في هذا الممر، دخلنا وأغلقنا الباب.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن