الفصل الثالث والثلاثون: شرف.

170 20 24
                                    

     تناثر الدماء على وجهي، فتحت عيناي، بعد أن علمت أنني لست المقتولة، إلتفت إلى ريك، وقد كان واقفا سالما. عدت ناظرة أمامي، كان موراليس يسقط أرضاً، برصاصة عبرت من رأسه، كان داريل خلفه، هو من صوب برأسه الرصاصة. حملت حقيبة الأسلحة والتفت إليه.

     - أنت بطلي!
عانقته بشدة وأكملت سيري.

     - أنت محظوظ بها.. عقلها كزجاجة مياه غازية.
همس ريك لداريل.

     - سمعتك!
قلت، فسمعت داريل يقهقه بصمت.

     - هيا لنتحرك..
قال ريك بعد ان تقدمنا.

خرجنا من المبنى، افترقت عن ريك وداريل متجهة نحو الجزء الغربي، حيث يوجد فريق الدراجات. كان هينري ملقى على الأرض، بينما كانوا يجتمعون حوله، كان شاحباً، إقتربت منه قليلا، وسرعان ما فتح عيناه على مصراعيها، عندها تأكدت أنه لم يكن هناك أمل من إنقاذه.

     - ابتعدوا عنه، لقد تحول..
قلت. نهضوا جميعاً بعيداً عنه، بينما بدأ يستقيم هو الآخر، سحبت الزناد، إقتربت منه أكثر وتمسكت به، كان يزمجر مما زادني خوفاً، سحبت رأسه من شعره كي لا يقوم بعضي.

     - كنت تحتاج لهذا على ما أعتقد. وداعاً، هينري..
همست له وضغطت الزناد. اخترقت الرصاصة رأسه فنثرت دماءه علي، أعطيته عناقا آخيرا قبل افلاته، أرخيت يدي عنه فتهاوى أرضاً. شعرت برعشة غريبة، رغم كرهي الشديد له ولما فعله بي، فأنا أشعر بانكسار بائس، لقد كان يوما ما صديقا لي، لنا جميعاً.

     - سندفنه اليوم.. حين نعود إلى أليكساندريا..
قلت بعد صمت طويل

     - أنا سأحمله..
قال أليكس متطوعا.

     - شكرا، أليكس..
أردفت، بينما بدأنا حمله نحو أحد سياراتنا. أدخلناه السيارة، إنهارت أعصابي وابتعدت عن الجميع، لقد كان هذا مؤلما لي.

     - أنا آسفة.. لم أحبك قط.. ولكنني آسفة لألمك..
كنت اتهنف.

     - يارا، لا تبك..
اقتربت دايانا قائلة.

     - أنا.. أنا أشعر بالذنب.. لا أعلم لماذا..

     - أنت تعلمين أنه لم يحبك، وأنه فعل ذلك بعد أن لم تصبحي ملكه.. هذا ليس خطأك.. لا ذنب لك في هذا، يارا.

     - حسناً.. حسناً، إنه ليس خطأي..

-----

     - سأفعل ما بوسعي لإنقاذها، أعدك..

-----

     ليلاً:

     - علينا أن ننجو الليلة.. أنتم قبلتم خطتي وعليكم تنفيذها.
قال كارل، ممسكا بزمام الأمور، وكأنه يخبئ شيئاً. لم يكن أي منا مطمئنا لما يدور في رأس كارل، وما قد يحدث ترتبا على تفكيره. افترقنا حسبما طلب منا، تجهزنا بأسلحتنا، تأهبنا وراءها، فقد كانت الخطة أن نوقع بالمنقذين في عقب دارنا، أليكساندريا.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن