الفصل السادس والعشرون: المأوى

186 20 8
                                    

     إستيقظت بفتح باب السيارة، الذي جعلها تهتز وكأنما ضربها زلزال ما.

     - أخرجي!
سحبني أحد رجال نيجان، ذلك الذي وشى بريك. أنزلت قدماي على الأرض الباردة، ساقاي تتخبطان ببعضهما، رؤيتي مشوشة، الشمس تعمي عيناي. كنت أمشي ببطء، تماما كسائر ميت.

أدخلوني إلى مقرهم، يوجد مجتمع كبير هنا، وكأن جميع الناجين من الكارثة انضموا إليهم.

     - أهلا بك في "المأوى"..
قال الممسك بي.

أعطاني إلى إمرأة، ذات شعر قصير وغرة تصل إلى أعلى حاجبيها، تدعى جايدس. سحبتني من شعري إلى الداخل، بعد أن كبلت يداي، بين نظرات المارين بجانبي- الخادشة.

كانت لا تزال أنفاسي مضطربة، جسدي نصف مشلول، لكنه على الأقل بإمكاني القول أنني حية.

أدخلتني إلى غرفة ما، مظلمة وباردة رغم حرارة الصباح وضوئه. فكت قيدي وجردتني من ملابسي، لم يبق علي سوى ثيابي الداخلية، ثم رمت إلي بقميص وبنطال رث.

     - ترتدين هذا عند الخروج للمأوى..
قالت.

     - أريد بعض الماء..
قلت بينما كنت ألهث من العطش.

     - دوايت!.. إئت لها ببعض الماء..
قالت ثم خرجت وأغلقت "الزنزانة" علي.

بقيت في الداخل وحدي لدقائق، أتى المدعو "دوايت" ومعه الماء. فتح الباب، ووضع الطبق على عتبة الزنزانة.

     - أنت! أنت! أيها الساقط!!
قلت راكضة نحوه، لقد كان الرجل الذي حاول قتل داريل ليلة أمس. أغلق الباب سريعاً حين ركضت إليه، بدأت أطرق على الباب بكل ما أوتيت من قوة.

     - عد إلى هنا!! تباً لك!!
صرخت بكل ما عندي. عدت للبكاء، لا أعلم ما حدث بالخارج، هناك. ضممت ركبتاي العاريتين إلى صدري البارد، أرتعش بما تبقى في داخلي من قوة.

     - إتركني أيها اللعين!!
سمعت الصخب في الخارج، نهضت لأرى ما يحدث. لقد كان داريل، كان يمسك به ثلاثة رجال، كان يقاوم بكل ما لديه.

     - داريل!
صحت مخرجة يدي من شباك الزنزانة.

     - يارا! هل آذاك أحدهم؟!
قال متمسكا بيدي.

     - أنا بخير.. أنا بخير.. سنكون بخير.. أقسم لك..
كنت أردد، بينما احف بوجهه بين كفاي.

     - هيا!
قال الواشي، أو كما يدعونه "سايمون". سحب داريل بعيداً عني.

     - أدخلي ذراعك!
قالت واحدة ممن يقفن أمام الزنزانات، بينما صدمت ذراعي بالباب وكادت تكسره.

كنت أصرخ ألما، ولكنني توقفت عندما سمعت صوت صياح داريل الغاضب، كان يضرب الباب الحديدي بهياج وشدة. هدأ الطرق بعد دقائق، ولكنني بدأت أسمع صوت بكائه.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن