الفصل السادس والثلاثون: أنت لها.. أنت وحدك.

174 15 15
                                    

     في اليوم التالي:

     بدأنا في الإستعداد للعودة إلى أليكساندريا وتطهيرها من السائرين، أردت بشدة الإنتقام لآشلي، ولكنني قد أفقد صوابي، أنا حقاً مشتتة في هذا الأمر.

كنت سأغادر المنزل، ولكن وجدت آشلي تتبعني، توقفت منتظرة ذهابها، ولكنها كانت تتجه للخارج.

     - لن تغادري..

     - علي فعل ذلك من أجل كارل..

     - كارل ميت، آش ريتشارد ميرلين ستايلز! كارل ميت!

     - ليس ميتاً..

     - بلى هو كذلك، ولم يقتل من المنقذين، لقد عض من سائر. لذا عندما تفقدين عقلك وتظنين أن الأمر يجدي نفعاً، هو لا يفعل. أبدا.

     - إذا، لم أنت ذاهبة؟

     - أنا ذاهبة لإعادة أرض سلبت منا، أنا ذاهبة لإعادة أرضنا، أنا ذاهبة للإنتقام من أجلك..
نظرت إلي بعينان ذابلتان، لم أقدر على رؤيتها هكذا دون أن تذرف دمعة عن غير علم مني، مسحتها سريعاً قبل أن تراها، استنشقت بعض الهواء لأسترسل في حديثي.

     - آش، أنا أعرف كيف يكون الأمر عندما يفقد أحد شخص عزيز على قلبه. لكن الأمر ليس بيدي أو بيدك، ولم يمت على يد أحد المنقذين، لقد مات على يد سائر، شيء لا يعي شيئاً سوى أنه يعيش من أجل إلتهام من حوله. لذا، انتقامك من أجله لن يجدي نفعاً، وأنا أقسم لك لو أنه كان قد قتل على يد أحد المنقذين لكنت أول من أخرج أمعاءهم بيداي العاريتين. لكن الأمر ليس كذلك، ولن يكون كذلك، ولا يمكن أن يكون كذلك.
لم ترد بأي كلمة، كانت صامتة تحدق بالباب، على ظن أن كارل قد يعود.

     - اسمعي، أنا سأعود إلى هناك، سأصلح كل شيء، ثم أعود لهنا لأخذك. ستبقين مع أليس، ابنة عمتنا، ستبقى معك وستساعدك طوال اليوم.. أعدك، سأعود إلى هنا لاصطحابكما، أعدك.
حففت وجهها بين كفاي، مسحت دموعها وعانقتها.

     - مش عاوزة اللولي ينزل، بقا..
قلت، فابتسمت قليلاً.

     - حتوحشيني يا أوزعة..
عانقتها بعنف، قبلت جبينها وغادرت المنزل، مشيرة إلى أليس عبر النافذة -بأن تبقي نظرها عليها. ركبت السيارة مع داريل، باشر القيادة مع بقية الفريق.

     - لا يزال الأمر صعبا عليها..

     - أنا أعلم، وهو صعب علي أيضا، لا يمكنني تحمل رؤيتها بهذه الكآبة. وأتى موت كارل في وقت خاطئ، أنا لا أعترض على قدر الله ولكن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة إلي، كيف سأتمكن من البقاء صامدة بينما ينهار العالم من حولي؟
قلت، فلم يجب بكلمة.

     - أعلم أنني أتفوه بالترهات منذ مدة..

     - بالعكس، كلامك أصبح أكثر عقلانية. ولكن آمل ألا يغير هذا شيئاً داخلك..
قاطعني، مبتسماً بخفة، أردفت بابتسامة، ثم وجهت نظري إلى خارج النافذة بجانبي، أتنفس هواء الصباح الصافي. جاء إتصال مفاجئ لداريل عبر اللاسلكي، فغير اتجاه حركته.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن